دون ذلك إلا إذا استخدمت قوة متفوقة إزاءنا في تقويض هذه الخيام ، وبالرغم من تأخر الوقت طلبت من عمر آغا أن يركب إلى المدينة لمقابلة الوالي واستطلاع خبر هذا الأمر الشاذ فلبى عمر آغا الطلب وبعد نصف ساعة رجع ملاه ـ كاتبه ـ ب «الفقيه قادر». (وهو رجل من أطيب الناس ، والكلام في سرك) ليخبرني بأن القضية محض خطأ وإن الميرزاوات طلبوا متوسلين به بأن لا يشتكى لدى الخان ، وقد أمسى رئيس الفراشين لفي رعب شديد وقال لو علم الخان بالأمر لفقأ عينيه. وأخبرني عمر آغا بأنه لم ير الوالي ونتيجة لذلك فإنه يفضل البقاء في المدينة ليؤتى بالبغال ـ التي كان على الوالي أن يهيئها لنا ، إذ لا يمكن الحصول عليها دون أمر منه ـ لنستطيع الرحيل في ساعة مبكرة من صباح الغد. ولقد استصوبت السكوت عن القضية لأنني لم أجد فيها أي إهانة مقصودة ، واستنتجت بأن الأمر لم يصدر إلا في نوبة سكر شديد لأن الوالي علاوة على تناوله الأفيون يحتسي النبيذ بوفرة ، ومن السهل جدّا تصور استحالته إلى وحش ضار في مثل تلك الحالات. وهذا الحادث المزعج تركني ساهرا حتى الثانية بعد منتصف الليل (١).
١٠ أيلول :
نهضنا مع الشمس ، ولم نجد البغال. وقد أخبرني عمر آغا الذي عاد من المدينة بأنها آتية ولكن تسعة منها فصلت من قافلة من بغداد مرت ببانه بطريقها إلى بلاد الكرج ، تلك القافلة التي أنقذتها أمس من دفع الضرائب المضاعفة وبعض التكاليف الثقيلة الأخرى التي أراد أعوان الخان فرضها عليها.
__________________
(١) مات سائسي حسين المسكين ليلة أمس ، ولقد استسلم إلى اليأس منذ أن هاجمه المرض بعد أن تركنا (سنه) مباشرة ، وكان شابّا طيبا. ومات حسن أحد ناصبي الخيام في إحدى القرى فاضطررت إلى تركه فيها ، وقد مات سائس آخر في السليمانية.