١٢ أيلول :
إن أحمد بك رئيس القرية رجل لا جاذبية في محياه ، لقد كان ميالا إلى المشاكسة. وقد علمنا صباح اليوم أنه لا يريد أن يهيئ لنا الدواب أو يسمح لنا باستخدام دوابنا أيضا وقال إنه تلقى الأوامر بذلك من سلطان (بانه).
وهذا غير مستبعد كما يبدو ، إذ ظهر لي من مذكرة جاءتني من السلطان ـ الذي لي الحق كله أن لا أرتاح إلى سلوكه نحوي في حوادث أخرى ـ أنه كان يميل بها إلى الانحياز إلى رجل أوقفناه لما حامت حوله الشبهات القوية التي لها علاقتها باللصوص.
لقد أصبحنا في مأزق حرج ، فلقد سافر أمان الله خان ، ويبدو أن السلطة الوحيدة التي نستطيع الاعتماد على معاونتها لنا إزاء وقاحة هذا الرئيس ، ستنحاز إليه أكثر من مساندتها لنا. إن القرية في موقع حصين وتجمع ثلاثين أو أربعين حامل بندقية ، أما جماعتنا فقلائل بحد ذاتهم ، وكلهم من الخيالة وقد أنهكهم المرض ، وهذا مما يعيقنا عن الاستعداد لمجابهة الطوارىء. وأخذت أشعر الآن بالندم على إعادتي الجنود «السباهيين» إلى السليمانية ، إذ محض وجودهم معنا مما كان يعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي ، وبعد المشاورة مع عمر آغا فيما يجب عمله في هذا الظرف الطارىء قررنا السير إلى حدود البابانيين تاركين وراءنا الأمتعة والخيام ، فنرسل جماعة مسلحة من الشينكيين ـ قبيلة جبلية باسلة ، على مقربة منا في المنطقة البابانية ـ لإنقاذ الأمتعة. وقد غادرت قرينتي آنذاك المحل بحماية المستر (به ل) ومحمد رضا جاووش ، وبعض الخدم ، وكلهم راكبون مسلحون. أما أنا وعمر آغا فتخلّفنا لنتعهد المرضى ونقاوم أي هجوم نتعرض له ، هذا ويبدو أن ما لاحظه أحمد بك من موقفنا ومشاورتنا لم يرق له فجاء من فوره وقال بأنه مستعد ليجهزنا بما نحتاجه