ولهذه الأوراق قيمتها العظمى التي لا تقدّر إذ إن ما فيها من المعلومات ستكون الحلقة المتممة لتاريخ الكرد فيما لو أسعدني الحظ وحصلت على نسخة من ذلك السفر المفيد. بادرت حالا إلى ترجمة ما تضمنته هذه اللفافة المدهنة.
١٠ تشرين الأول :
جاءني عمر آغا اليوم بكتاب قديم يحتوي على شذرات في الشعر الديني ونبذ في الحساب والتطبيب ، وقد دوّن فيه صاحبه بعض التواريخ والحوادث. وقد اقتطفت البعض منها (١).
١٢ تشرين الأول :
يؤلمني جدّا أن أعلم بأن نجل الباشا الثاني أحمد بك قد توفي صباح اليوم متأثرا من إصابته بالجدري. لقد كان طفلا أنيسا متعلقا بنا التعلق كله. ولقد بذل المستر (به ل) جهده معه وزار الطفل مرتين. ولكنه لم يستطع إقناع أبويه لإعطائه الدواء ، أو وضعه في مكان معتدل البرودة ، وإن كانوا في النهاية اتبعوا وصايا المستر (به ل) الأخيرة بعض الشيء واعترفوا بتأثيرها المباشر على حالة الطفل. وكان الباشا في حالة حزن مؤلمة ، والكرد جميعهم مولعون بزوجاتهم وأولادهم ، وهم في الحقيقة أولاد في غاية اللطف والجمال ؛ أما التركي فلا يهتم بالفريقين (٢).
__________________
(١) راجع الملحق.
(٢) والدليل الذي يمكن أن يؤتى به من جملة الأدلة التي تؤيد هذا الزعم هو السطور التالية التي اقتبسناها من مذكرات أخرى للمستر ريج : ـ زارني قبل بضعة أيام (ديوان أفندي) زيارة رسمية. وفي خلال الحديث ذكر لي بهدوء تام بأنه قد دفن ولده وكان طفلا محبوبا في الشهر الثاني عشر من عمره إذ قال : «ذهبت صباح اليوم ودفنت ولدي ، ثم ذهبت إلى المجلس» قال ذلك دون تأثر ، أو إظهار أية علاقة له في الأمر ـ الناشرة.