وكلما قابلته ازددت حبا له وتعلقا به. لقد ذكرت له عزمي على الرحيل من كردستان في القريب العاجل ، فشعرت بأسفه وأسف غيره من الكرد جميعا ، وقد بذلوا جميعا كل ما في وسعهم لأعدهم بالعودة إلى بلادهم في العام المقبل. وإنني أشعر بحزن عميق حقّا كلما خطرت ببالي مفارقة هؤلاء الناس المخلصين ، واحتمال عدم رؤيتي لهم ثانية. وأشعر بأنني سأقضي ردحا من الزمن لا يستهان به ، قبل أن أحظى بالعيش بين أناس يبذلون ما في وسعهم في سبيل إعزازي بلطف عميم ، وضيافة كريمة أينما ذهبت وحللت.
١٥ تشرين الأول :
لم تكن تجارة السليمانية تجارة واسعة ، وهي بوجه عام منحصرة بين السليمانية والأماكن المدونة في أدناه ، وتنقل بواسطة القوافل :
تبريز : تخرج عادة إلى تبريز قافلة واحدة في كل شهر ، لكن ذلك لم يكن بانتظام. وتعود القافلة محملة بالقز ، والأقمشة الحريرية وغير ذلك ، ويصدّر أكثر القز إلى بغداد ، أما الأقمشة فتستهلك في كردستان ، وصادرات السليمانية إلى تبريز هي التمر والبن وغيرهما من المواد التي تجلب عادة من بغداد.
أرضروم : تخرج سنويّا قافلة واحدة على الأقل من السليمانية إلى أرضروم ، وهي تحمل التمر والقهوة وغير ذلك فترجع بالحديد والنحاس والبغال. وهم يشترون الكثير من هذه الحيوانات ويستوردونها وأحسن بغال هذه البلاد من أرضروم.
همدان وسنه : تصل شهريّا من هاتين المدينتين قافلة صغيرة محملة بالدهن والفواكه المجففة والعسل والفولاذ الوارد من أطراف بحر قزوين.