٢٦ تشرين الأول :
سرنا في السادسة صباحا باتجاه غربي في منطقة تركناها بين النهر وبين التلال المتكسرة ، أو الأرض المرتفعة التي تبدأ في أعلى المدينة فتمتد مبتعدة من الأرض التلية التي رحلنا عنها ، والتي تأتي ثانية في تلال (كي بير). وفي السادسة والثلث تشعب الطريق إلى (شه مامك) فابتعد إلى اليسار ، وبعد مدة قليلة وصلنا إلى منتهى المنطقة. وهنا عبرنا تلالا رملية منعزلة ، وقد بدأ من بعدها مستوى الأرض يرتفع ارتفاعا محسوسا ، وأخذت الأرض عن يسارنا تتخدد وترتفع نحو تلال (كي بير) ، وعلى يميننا على مسافة كبيرة امتداد للأرض التلية المتكسرة التي رحلنا عنها ، وتسمى هنا باسم (هه له جه وبستانه) وهي ناحية من نواحي (كوى سنجاق) (١) ، وشاهدنا إلى وراء هذه امتداد جبل (ازمر) وعلى بعد شاسع من ورائه ترتفع جبال أخرى عالية.
مررنا بقرية (مخزومة) عن يسارنا ونهر صغير يصب في (آلتون صو) (٢) ويظهر أن الطريق الذي نسير عليه كان فيما مضى معلما بتلال صغيرة اصطناعية متباعدة عن بعضها بمسافة ساعة أو ساعة ونصف الساعة ، وقد شاهدنا بعضا منها. والأرض وإن كانت حصوية قليلا ، إلا أنها كانت سهلا جيدا يمتد إلى (كي بير) وإلى (هه له جه وبستانه). وكنا نشاهد عدة قرى في كلا الجانبين عن اليمين وعن اليسار والزروع كثيرة والقرويون يحرثون الأرض.
وفي العاشرة وصلنا إلى مضرب فارس آغا رئيس عشيرة (دزه يي) في قرية (قوش ته به) وقد سميت باسم أحد التلال الصغيرة التي ذكرناها.
__________________
(١) والآن تتبعان ناحية (قوش ته به) التي أصبحت ناحية مركز أربيل ـ المترجم.
(٢) أعتقد أنه من الغلط أن نسمي النهر بآلتون ، والكلمة لم تكن إلا علما للجسر لأن تشييده كلف مالا كثيرا ، وآلتون تعني الذهب ، أو المال.