وخمسين قدما ، وقطره أربعمائة ياردة ، ولا أشك أنه كان فيما مضى أكثر ارتفاعا ، ويحتمل أن (قاراقللا ـ Caracalla) قد هدم ذروته. فقد حدث قبل مدة بينما كان الحاج عبد الله بك يشيد بناية فوق الطنف ، أن اكتشف العمال لحدا فيه جثة لم تغير الأيام معالمها ، ولن الجثة لم تلبث أن تفتتت بعد أن تعرضت للهواء قليلا. فإذا صح ظني أن هذا الطنف كان مدفنا للآرساسيديين ، أليس من المحتمل أن تكون تلك الجثة لأحد ملوك البرثيين؟ ولقد أخبرني الحاج قاسم بك بأن باطن الطنف مقسم إلى شقات مبنية بالآجر الكبير الحجم ، الخالي من الكتابات. وقد تأكد الحاج من ذلك عند تنقيبه في سرداب بيت له في القلعة. وقد يخمن ارتفاع الطنف بأربعين ذراعا كبيرا.
وهناك أسطورة محلية خاصة بأربيل هي أن (داريوس) (١) هو الذي بنى أربيل ، وهذا أمر غريب في بابه إذ لا توجد في أية قصة شرقية أو تاريخ شرقي أية صلة بين دارا وأربيل ، والشرقيون عموما يجهلون أمر معركة (أربيل) أو (كوكه مه لا).
وتكثر الأرانب والغزلان في سهل أربيل ، مع أسراب لا حصر لها من القطا. وتصاد الصقور البالابانية في هذا السهل أيضا ، وتصدر إلى كردستان خاصة.
درجة الحرارة ـ ٧٠ درجة في السادسة ق. ظ. و ٨٤ في الثانية والنصف ب. ظ. و ٧٤ درجة في العاشرة ب. ظ. ، الريح جنوبية شرقية ، والجو مغيم.
__________________
(١) إن لفظة (داريوس) أو (دارا) مثل لفظتي (فرعون) و (قيصر) تعني لقبا لا اسما وعليه فإن هذه الأسطورة تفيد أن المدينة قد بنيت من قبل أحد ملوك تلك السلالة.