العاشرة. وكان ماء المخاضة على عمق واحد من أوله إلى آخره وهو يتراوح بين القدمين ونصف القدم والثلاثة أقدام ، حيث كان يصل تقريبا إلى ركابي جوادي ، أما عرضه فكان نحو الثلاثمائة قدم. وكان النهر الآن في موسم انخفاضه وهو أسرع من الزاب في جريانه. وفي الربيع يفيض فيضانا يغمر السهل حتى جروف ضفتيه فيصبح خوضه مستحيلا لكنه لا يبقى على ذلك المستوى المرتفع أكثر من يومين ويقال إنه يتبع من محل على مسافة قريبة من (عقره) ولم يكن ساحله الغربي الذي وصلناه بعد أن خضنا النهر ، مرتفعا كساحله الشرقي ، والأرض تهبط بعد الساحل الغربي هبوطا تدريجيّا ـ إذا صح التعبير ـ فتنقلب إلى سهل واسع مستو على امتداد البصر ، وأغلب أنحائه مزروعة. وتقع قرية (سارا خاتون) على بعد قليل من أسفل المخاض (١) ومن النهر سرنا باتجاه شمالي غربي ، وفي الثامنة والنصف (٦٨ د. إلى الشمال الغربي) أصبح اتجاه (قه ره جووق) باتجاه واحد مع (مقلوب) الذي اختفى وراءه. وقبل أن يغيب عنا (مقلوب) شاهدنا على جانبه الشاقولي ، وفي وسطه تقريبا ، دير (مار متى) أو (القديس متى) وهو دير له قدسيته العظمى بين نصارى هذه الأنحاء. وشاهدنا أيضا على قمة (قه ره جووق) بقايا كنيسة وكان تقدمنا من (بومادوس) أسرع من ذي قبل.
استقبلني الحاج جرجيس آغا (٢) وهو صديق قديم لي ، وموظف التشريفات المعين لمرافقتي ، وراء مخاض (بومادوس) ، وكان معه جماعة من القاووقليين (٣) وقد أوفده باشا الموصل ليرافقني ويرحب
__________________
(١) يتصل الخازر بالزاب تحت (اسكى كلك) بمسافة ثلاث ساعات قافلة أو ساعتي خيال ، وقبيل محل التلاقي ، تقع قرية (أورده ك) على ضفته الغربية.
(٢) ضابط من ضباط باشا الموصل.
(٣) أو ضباط الحكومة ، وهم ينعتون بالقاووقلي نسبة إلى العمائم الخاصة التي يرتدونها. (والأصح أن يقال نسبة إلى نوع لباس الرأس الذي يرتدونه ، وهو