٢١ نيسان :
... بدأت السماء تمطر عند شروعنا بالمسير ، وبعد مدة وجيزة هبت ريح جنوبية شرقية شديدة فكف المطر وصحت السماء صحوا جميلا. وكانت أم ميناس منزعجة انزعاجا شديد طيلة الطريق ، وبالرغم من شعوري بالإشفاق عليها ، لم أتمالك نفسي من الضحك إذ كان في سيمائها وفي ملامح وجهها التي كانت تنم عن اليأس والقنوط ما يثير الضحك ، وكذلك في وضع دابتها المسكينة التي تطوي بها الأوحال وهي على ظهرها غير مطمئنة لراحتها. وصلنا (جوبوق) في العاشرة.
... بقيت والحق يقال أرتجف حتى انبلاج الصبح ، إذ لم أكن أعلم ماذا يخبئ لنا الدهر في كل لحظة ، وأقل الاحتمالات شرا هو أن نبتل ، أو أن تتقوض الخيمة علينا. لقد كانت ليلة من ليالي (بايرون).
٢٣ نيسان :
... وفي العاشرة وصلنا (ده لي عباس) على قناة (الخالص) وما هي إلا بقايا قرية. وكنا نشاهد القرى في جميع الأنحاء المحيطة بنا إلا أنه لم تقع إحداهن على طريقنا مباشرة. أخبرنا بعض القرويين من قرية (آدانه كوى) المجاورة ، أن الأمطار استمرت عندهم لمدة ثمانية أيام متوالية ، وأن الأرض بكاملها قد غمرتها المياه. وقد قلقوا كثيرا في ليلة الخميس لمرور ثلاث أكر نارية ، أو صواعق فوقهم ، وكانت آتية من الغرب ومتجهة نحو جبال حمرين ...
٢٤ نيسان :
... بلغنا نهاية تلال ينعتها الأهلون بجبال (حمرين) وذلك بعد السابعة بقليل ، وفي هذه الساعة ألمت بأم ميناس آلام شديدة حتى باتت تعتقد في الحقيقة أن ساعتها قد اقتربت. لا يستطيع مجازف ، يتسلق جبال