حياته ، وقد حلف بالقرآن بحضور الباشا ورئيس الوزراء والمستر ريج وغيرهم بأنه لا يتشبث بالهروب من بغداد ولكنه هرب فعلا بعد مدة قصيرة ، واتخذ الشقاوة مهنة وأصبح باشا وقتل نفس الرجل الذي حفظ له حياته وماله بتوسط من المستر (ريج) ...
٣٠ نيسان :
كلود منحرف المزاج كثيرا بتأثير حمى صفراوية شديدة اضطرته إلى الركون إلى الهدوء.
كان صباحا رائقا صحوا ، والنسيم شماليّا غربيّا عليلا ، ولكن الغيوم تلبدت بعد الظهر ، وأمطرت السماء قليلا أعقبها رعد يسمع من بعيد ، ويظهر أن الجو في بغداد لم يستقر بل هو عاصف أيضا مثل جونا. لقد أمطرت السماء بلا انقطاع نهارا وليلة فجعلت المرور في الأزقة مستحيلا.
بقي (كلود) مريضا طيلة اليوم ، وقد زادت وطأته عند المساء فرجوته أن يتخلى عن فكرة السفر غدا.
١ أيار :
قضى المستر ريج ليلة هادئة ، ولما كان اليوم جميلا جدّا فقد رغب كل الرغبة في عبور سيل (طاووق) قبل هطول أمطار أخرى تجعل عبوره مستحيلا ، ولذا رأى أفضلية الرحيل من (طوز خور ماتو).
وجريا على العادة ، لم أتحرك أنا وحاشيتي إلا بعد رحيل الرجال بنصف ساعة ، وقد تحركوا في السادسة. وكان النهار بديعا أنعش زوجي العزيز.
وعلى الرغم من لطافة قرية (طوز خور ماتو) فقد كنت مرتابة في