الحليب التي عرفتها حتى الآن. لقد أكلنا أكلة مترفة قد يعبر عنها بالغذاء في مثل هذه الساعة من النهار بفضل ضيافة الأفندي الكريم ...
٣ أيار :
سررنا كل السرور لتخلصنا من ملجأنا القذر ، وسررت كل السرور لركوبي تخترواني ونجاتي من النسوة الصاخبات اللواتي كان لهن مظهر الرجال واللواتي أحطن بي في اللحظة التي ركب زوجي العزيز فيها جواده وتركني ، فإنهن لم يجرؤن على الاقتراب مني طالما كان بجواري ، كن يكدن يمتن تلهفا لاستراق نظرة إلي ...
... وبعد التاسعة بقليل وصلنا مضرب يوسف آغا في وادي (ليلان) ، وهو عبد كرجي من عبيد باشا بغداد وحاكم هذه المنطقة المسماة (قه ره حسن) ، وهو صديق قديم للمستر (ريج) وقد أظهر كرما كبيرا عندما أصر على تضييفنا جميعا على وفرة عددنا. لقد نصبت خيمة لنا فوق مرتفع صغير يعلو النهر الذي أحببته ...
وكان كل ما حولنا منعشا ، الأمر الذي جعلني عاطفية على حد تعبير (كلود) ، على الرغم من أنه كان يشاركني هذا الشعور وإن بذل جهده لإخفائه. ويظهر أن حرماننا منذ أمد بعيد من مشاهدة مثل هذه المناظر هو الذي جعلها تسحرنا وتخلب نفوسنا أكثر من غيرها من الأماكن الشهيرة التي رأيناها في إنكلترا ، أو سويسرا أو إيطاليا. تمشينا في الوادي بين الأنجم وجمعنا الأزهار والأوراد البرية ثم فوجئنا بعليقة زهر بري ، فنسينا كل شيء غير هذا الزهر. وكدنا نعيد منفانا الموحش إذ شعرنا بأننا أصبحنا في إنكلترا.
وعند المساء زارتني عقيلة يوسف آغا ، وكانت متحجبة حجابا متقنا ، فدخلت خيمتي زاحفة من تحت سجوف الخيمة لكي لا يشاهدها أحد. لقد تملكها هذا الحرص على ما أعتقد ، إثر زواجها من التركي ،