وهي عربية ، وليس فعلها ذاك من عادات العرب. وعندما بارحتني زائرتي ، قمنا للنزهة ثانية ، وأخذ منا الأسف مأخذه عندما أجبرنا الظلام والتعب على العودة إلى خيمتنا.
٥ أيار :
ترويحا للبغال وتخلصا من رجات التختروان في سيرة فوق الطريق المعروف عنه متعبا ، ركبت في الخامسة والنصف جوادي غير آسفة ....
وبعد الحادية عشرة بقليل وصلنا قرية (ده ركه زين) القائمة عند مدخل سهل جميل جدّا ، ويقال إنه كثير الأفاعي. وكانت هذه أخبارا غير سارة بالنسبة لنا ، إذ نصبت خيمنا في وسط عشب مرتفع.
لقد لاحظنا في هذا المحل ، طنفا آخر يشبه الطنف الذي خيمنا فيه أمس واسمه (كوبارا) (١).
أجفلت جفلة عنيفة مساء اليوم ، حين شاهدت أم سبع وسبعين كبيرة تدبّ بسرعة فوق البساط التي كنا جالسين عليه. ولو كان فراشي مطروحا على الأرض لما استطعت النوم بعد الذي رأيت ، إلا أنني أشكر سريري السفري الإنكليزي الصغير فقد ارتميت عليه لتعبي الزائد ، ونمت نومة هادئة دون أن تزعجني الأفاعي أو أمهات السبع والسبعين.
٦ أيار :
نهضنا في الرابعة صباحا ، واستمتعت ثانية بركوبي حصاني المريح ، ركبنا في الخامسة والنصف وقطرات الطل الوفيرة تبلل الأعشاب ، وسرنا في سهل جميل محاط من جميع الجهات بالتلال الواطئة الجرداء والقرى
__________________
(١) والصحيح (كوباله).