خطوطها الأساسية فأسود ، ولون سطحها لون الجبس نفسه. وكانت هذه الألوان جميعها كأنها حديثة العهد نضرة. ولما كانت الجوانب خالية من أي أثر من النقوش ، يخيّل إليّ بأن تلك القطع إنما هي من شظايا السقف. وعثرنا على بعض القطع من الفحم النباتي أيضا. وكشفنا عن هذه الغرفة وعن قسم من غرفة أخرى. ويظهر أن هذه تؤلف قسما من سلسلة من حجرات تمتد قليلا إلى غرب الجنوبي الغربي وإلى شرق الشمال الشرقي ، وقد ظهر أن هنالك أثرا لخمس أو ست حجر منها وأنها في صف منفرد ، وأن الجانب الشمالي منها قد أسند بدعائم صغيرة مدورة.
وإلى شرقي ذلك ، تحت التلول الكائنة على حافة المسيل (وقد تآكل الوجه الغربي منه) رابية مرتفعة وسيعة جدّا ، بهيئة مربعة استخرج العمال منها عددا من الفخارات وجاؤوا إليّ بقطع منها. وكانت من خزف خشن طلي داخلها بطلاء أسود تشبه ما عثر عليه في (سلوقية) و (بابل) تمام الشبه. ولديّ سراج خزفي صغير عثر عليه هنالك ، وهو يشبه الأسرجة التي يستعملها القرويون في هذه الأيام.
وكثيرا ما يعثر على المسكوكات الذهب والفضة هنا ، والقرويون يميعونها من فورهم. وإني لأشعر بأسف شديد لعدم تمكّني من مشاهدة أية قطعة منها ، ولو شاهدت واحدة منها لكونت فكرة أفضل وأعم عن أزمنة تلك الخرائب. هذا وإن الجرار وفخارات الرميم تغريني على أن أنسبها إلى عهد الساسانيين.
ويوجد على قمة هذه الرابية آثار أبنية ، ومن قمة الرابية على طوار سفوحها حتى حضيضها ومن ثم حتى قبالة (كفري) توجد آثار أبنية قديمة أيضا ، الكثير منها يحتوي على سهاء ـ طوابق أرضية ـ (Basement) مربعة ـ كسهاء خرائب (قصر شيرين) و (حوش كه ره ك) ـ وإن لم تكن مرتفعة عن سطح الأرض كثيرا. وسعة الخرائب هذه تقارب الميل طولا وربع الميل عرضا. قمنا بالحفر في أماكن عديدة من هذا المحل ولم نعثر على شيء.