وهنالك أيضا آثار جدار عند الضفة الغربية من المسيل ، وكذلك إذا عبرنا المسيل عبورا مائلا نحو (كفري) وجدنا أنقاض أبنية صلبة ضخمة قوضتها السيول. ويظن القرويون أنها بقايا سد أنشئ عبر المسيل ، إلا أنني أعتقد شخصيّا أنها أنقاض سور المدينة. أما طرازه فيضاهي طراز الأقسام الأخرى من الخرائب شيد من حجر غير منحوت وبني بناء قويّا بالنورة. فبقاياه الموجودة في وسط المسيل تظهر لنا بوضوح أن المسيل ما كان في مجراه الحالي عندما كانت المدينة قائمة. ويحتمل حقّا أن السيول قد استغلت للزراعة حينذاك.
وينسب الأهلون تلك الآثار إلى ال (كاوور) أو الكفار. إن اطلاعنا الناقص عن الإمبراطورية الساسانية لا يمكننا في الحقيقة من أن نقول عن هذا المحل شيئا. وإني لا أشك في أن تكون له أية صلة بحروب الرومانيين مع تلك الإمبراطورية ، تلك الصلة التي بها وحدها نتمكّن من الوقوف على بعض الأمور المتعلقة بهذا المحل.
وفي شمال الشمال الغربي من أعالي المسيل يوجد بعض آثار تنقيب في صخرة تسمى (بيوت الكفار). فذهب المستر (به ل لي نو) لرؤية البعض من تلك الآثار في التلول وهي على بعد ١٠ دقائق للراكب من أقصى الجنوب من الخرائب ، فوجد بعض غرف مدافن كشف عنها ولها أبواب منخفضة جدّا ، وفي داخلها ثلاثة أماكن للجثث ، ذات سعة صغيرة طولها خمسة أقدام تقريبا. إن أسس هذه الحفريات تشبه أسس مدافن الأخمنيين (AchAEmenian) في (نقش رستم) ، ولكن لا أثر عليها أو كتابة أو نقش. وتوجد إلى مسافة ثلاثة أميال تقريبا من الخرائب وعلى قمة تل ، آثار بناء ينعته الأهلون ب (قيز قلعه سي) أي حصن الفتاة ، وجد فيه بعض الفخارات والعظام. وقد شاهد المستر (به ل لي نو) إحدى الفخارات أيضا. وليس في هذا المكان عدا ذلك ما يستحق الذكر ، وهو يقع تقريبا قبالة (اون ايكي إمام) الأئمة الاثنا عشر.