عند رجوعنا إلى مضربنا ، وجدنا رسولا من محمود باشا (١) بانتظارنا. وقد جاءنا مساء الأمس مراسل منه يستفسر عن وصولنا ، وليقف على الطريق التي نزمع سلوكها. وقد سافر كلاهما صباح اليوم قاصدين السليمانية ، حيث سيرسل منها الباشا رائدا «مهماندار» ، يستقبلنا في (قه ره حسن) ، وطريق (قه ره حسن) هو الذي استقر رأينا على سلوكه أخيرا لسهولة سير التختروان عليه.
وفي كفري بعض النخيل ، يقال إن التمر لا ينضج فيها بخلاف (طوز خور ماتو). وخلال مكوثنا في كفري أهارت المياه جوانب عظيمة من الجروف.
درجة الحرارة ٨٢ د في الثالثة ب. ظ ، والريح شمالية غربية.
٢٧ نيسان :
ركبنا صباح اليوم لمشاهدة خرائب (اسكي كفري) الواقعة في الجنوب الغربي من (كفري) ، وعلى مسافة ساعتين في السهل. كنت أظن على الدوام أن خرائب (اسكي كفري) هي في الحقيقة المحل الذي كانت مدينة (كفري) قائمة فيه فيما مضى ، ولكنني وجدت الآن أن (كفري) كانت ولا تزال في مكانها الراهن ، وأن هذه الخرائب إنما هي تراث أزمنة الكاوور. ومررنا ونحن في طريقنا نحو هذه الخرائب بالكثير من الطواحين وهي كأبراج صغيرة في وسط جنائن كفري ، تديرها سواق اصطناعية صغيرة.
وتقوم على مقربة من (اسكي كفري) رابية اصطناعية جسيمة ، كرابية (مجيليبه) (٢) ، وهي ذات سفوح شاقولية تقريبا إلا حيث التآكلات
__________________
(١) باشا السليمانية.
(٢) إحدى خرائب (بابل) راجع الصفحة ٢٨ من «مذكرات في خرائب بابل» بقلم كلوديوس جيمس ريج.