مقربة من (ديالى) كانت فيما مضى أكثر ازدهارا وفيها جامع ومنارة ، وبدل التزامها في هذا العام (٠٠٠ ، ٢٠) قرش.
وقد أعد لنا وكيلنا دارا في القرية فوجدنا فيه عددا كبيرا من دود القز دائبا على عمله ، لكن الرائحة قد أثرت في رأسي فاضطررت أن أهجر البيت إلى الحديقة حيث ضربت لي خيمة فشعرت براحة كبيرة.
وأهل هذا المكان من التركمان وهم من السنّة والشيعة ومن مطفئ الأضواء ؛ وهنا ينتهي التفاهم باللّغة التركية. فالأهلون من هنا إلى بغداد من الفلاحين والقرويين العرب. وقد صادفنا في طريقنا اليوم بعض الأعراب من عشيرة المهدوية (١) كما صادفنا في سهل (قه ره ته به) مضربا لعشيرة (الكروية) العربية ، وقد خرج زعيمها بقصد مرافقتنا كحرس شرف ومعه ستة من رجاله كلهم فرسان مسلحون ؛ لكنني صرفتهم بلطف. وقد سجل المحرار ٨٢ درجة.
١ نيسان :
غادرنا (اده نه كوى) في الساعة السادسة والنصف فلاحظت عن بعد آثار خيالات غريبة تتحرك. فعلمت أنها جيوش جرارة من الجراد قد ملأت الأرض بلون أصفر لماع. وبعد أن غادرنا القرية بلغنا نهر (ديالى) وصرنا نتعقب شاطئه بمسيرنا. وقد شاهدنا على عرض النهر سدودا مصنوعة من الحطب غايتها رفع مستوى الماء لإسقاء الجداول الكثيرة التي كانت تقاطع طريقنا في كل ناحية. ودأبنا على المسير باتجاه غربي نحو الخالص وهو أكبر قناة رأيتها ، وكانت تجري إلى يسارنا ووراءها نهر ديالى. فمررنا بمرقد (السيد مبارك) وهو مقام للزيارة.
__________________
(١) علمت بأن كافة قصابي بغداد ينتمون إلى هذه العشيرة. انتهت الحاشية ، وصحيحها (المهدية) ، وهي من القبائل القيسية كالكروية.