فألحقت خسائر فادحة بالبساتين ، وقد وصفوا البرد وصفا قالوا فيه إن حجم الواحدة منه كان كبيرا جدّا. ويظهر لي أن ليلة سقوط البرد هي الليلة التي أزعجتنا في (جوبوق). وتقع (طوز خور ماتو) بالقرب من تلول (كفري) ، وهي إلى غرب الممر الذي يشق تلك التلول تماما والذي يسيل منه (آق صو) إلى السهل. ففي هذا الممر يوجد بئر نفط ومملحة ، وإلى مسافة أخرى جنوبا في التلال ، يوجد منبع نفط آخر ، ولا مملحة.
التحق بنا التختروان بعد نصف ساعة من وصولنا ، وكانت ساعة حركته السادسة. وكانت مسيرتنا هذا اليوم أطول مما يجب أن تكون بكثير لو أننا اتبعنا الطريق المستقيم المارّ بمحاذاة التلول ، إلا أن ال (اودا باشي) ـ مدير المخيم ـ أراد أن ينهي مرحلتنا عند البيات ، وأن يجعل من الطريق مرحلتين سهلتين ، غير أنني عند وصولي إلى البيات خطر لي أن من الأفضل الإسراع للاستفادة من جودة النهار.
٢٩ نيسان : نهضت صباح اليوم مندفعا لمشاهدة تحف الضواحي ، فالحفرة النفطية تقع في ممر التلال ، وهي إلى الجنوب الشرقي من المدينة بمسافة ميل واحد تقريبا ، ولوقوعها في وسط المسيل تطغى مياهه عليها أحيانا فتتعطل زمنا كما حدث في الصيف الماضي. وعمق الحفرة ١٥ قدما تقريبا ، وفيها عشرة أقدام من الماء يطفو على سطحه مائع النفط الأسود تعلوه فقاقيع صغيرة على الدوام ، والناس يدلون منه المائع من قعره فيقشطون النفط من أعلاه ويسكبون ماءه في ساقية تصبه في مجموعة
__________________
ـ منهم أسماء مختلفة على اختلاف الأماكن. وهم خجلون جدّا ، سكوت ، وذلك عن خوف. وقد يكون خوفهم هذا ناشئا من حذرهم من إيقاظ روح الاضطهاد الفعلي في أسيادهم ـ الناشرة. (هذا ما جاء في الحاشية نثبته دون تعليق ـ المترجم).