أحواض صغيرة مستطيلة حفرت بين الحصى ، ويتركونه هنالك إلى أن يتبلور إلى ملح جيد ذي حبات ناعمة بيضاء لامعة لا مرارة فيها. وتصدر كميات وفيرة من هذا الملح إلى كردستان ، ويقدّر وارده السنوي بعشرين ألف قرش توزع على أفراد عائلة المرحوم الدفتردار (١). أما النفط فملك القرية ، ويصرف قسم منه على المنزل ـ الخان ـ أو يباع لإعالة المنزل بوارده ويخصص قسم آخر منه للمعاهد الدينية وغيرها. ومقدار الاستخراج اليومي من النفط من هذه الحفرة جرتان تقريبا سعة كل منها ست حقات (٢) أو «بطمان» بغدادي واحد. وأما منبع النفط فهو في قعر الحفرة أو البئر حيث يشترك القرويون بأجمعهم في تنظيفه مرة في السنة ، فتوزع الأطعمة على الفقراء وتذبح القرابين ، وتدق الطبول وينفخ في المزامير ، وكل ذلك لضمان طفوح المنبع بوفرة. ومن الجائز جدّا أن هذه مراسيم انتقلت إليهم من الأزمنة الغابرة. ومنابع النفط الرئيسية هي في التلال ، إلى جنوبي هذه الحفرة بمسافة بعيدة باتّجاه (كفري) ، ويتراوح عددها بين الخمسة أو الستة منابع ، وهي أغزر إنتاجا من هذه البئر ، ولم يعثر على الملح هناك. ومن المحتمل أن يعثر على النفط في معظم أنحاء هذه السلسلة تقريبا ، ويوجد بالقرب من حفرة النفط في التلال ، الشب أو الزاغ وكذلك الطباشير ، وكل هذه من الأنواع ذات الذرات البيضاء الدقيقة والمتماسكة ؛ إلا أن الأهلين لا يستفيدون من هذه الموارد الطبيعية. وقد عثروا على تربة صاروا يستغلونها لتحميض بعض الصنوف من طعامهم ، ولا شك أنها حامضة زاجية. ويوجد الكبريت أيضا ، والقرويون يستعملونه لمداواة الجرب أو الحكة التي تصيبهم أو تصيب أنعامهم.
ولأنتقل الآن إلى وصف الممر ذاته. فهو يمتد إلى الشرق والغرب
__________________
(١) مأمور خزينة الباب العالي ، وهو والد عمر بك.
(٢) الحقة تساوي الباينتين ونصف الباينت من المكاييل الإنكليزية (أي ٥٦٨ ، من الليتر الواحد).