إشارة إلى قصة خرافية وقعت هناك ، وتنسب إلى الإمام عليّ. فإنهم يقولون إن مصباحا يضيء من تلقاء نفسه في عشية كل جمعة في ذلك المرقد. وقد تكون هذه مثل ظاهرة (بابا كوركور) (١) الطبيعية. وبعد انتهائنا من مشاهدتنا حفر النفط تجولنا حول المدينة عن طريق الناحية الغربية من المسيل لمشاهدة بعض الخرائب ، إلا أننا لم نجد ما يستحق الملاحظة إلا قليلا. ومررنا بلفيف من القرويين المنشغلين في كرخ القنال ، وهم يشتغلون على دق الطبل وأصوات المزمار والنقارة ، والحصادين يحصدون بعض المزارع. ورأينا غربي المدينة بعض روابي الردم التي لا تميزها ميزة عن غيرها وقد تكون قديمة بسبب وجود بعض العاديات فيها على ما يقال ، غير أنني لم أتمكن من العثور على أي واحدة منها حتى الآن. وقد رأينا على دكة بناء مربعة صغيرة دعامة من البناء قائمة ـ مبنية بناء خشنا ـ والظاهر أنها لم تكن قديمة جدّا. وإلى الشمال قليلا منها ، رأينا ست دعامات أخرى ، وكلها تؤلف قسما من بناء مستطيل ، وهو باتجاه شرقي غربي. ويظهر أن البناء كان مؤلفا من عمارة وجناحين أو شرفتين. وتقع باب العمارة إلى الغرب ، يقابلها في شرقي العمارة مخرج أو فتحة كلا جانبيها يسند بمسند أو ركيزة نصف دائرية ، وكلها معقودة ، أما طرز البناء فخشن جدّا. وأظن أن هذه العمارة كانت كنيسة وهي تشبه خرائب الكنائس الكلدانية أو السريانية التي شاهدتها شبها عظيما. والروابي مبعثرة على الأرض إلى مسافة بعيدة الأمر الذي يدل على أن هذا الموقع كان في الأزمنة القديمة موقعا له أهميته. ومن الرابية الرئيسة كانت جبال حمرين تظهر للعيان في الأفق الغربي ، ويقال
__________________
(١) (بابا كور كور) كلمة تطلق على محل يبعد عن كركوك ثلاثة أميال ، تتعالى منه لهب نفطية بيضاء من أماكن عديدة في بقعة صغيرة مستديرة. ويكاد أن يكون من المحقق ما ذهب إليه (دانفيل) بأن هذا المحل هو كور كورا بطليموس. راجع كتاب (دانفيل) المعنون «الفرات ودجلة» الصفحة ١٠٨ من الطبعة الرابعة.