إن بعدها تسع ساعات تقريبا. ومن هنا يمكن لنا أن نرى بوضوح حيدان سلسلة (قه ره ته به) ، أو (زه نك آباد) من جبال حمرين باتجاه شرقي أكثر.
ويقال إن الحصن الخرب أو السور على التل في المضيق كان يمتد عابرا المضيق نفسه ، حيث حصر النهر في مجرى ملائم شيد فوقه جسر. والظاهر أن هذا محتمل ، إذ إن كلّا من السور والجرف ينتهي فجأة في مكان واحد ، كأنهما يمتدان إلى مسافة أبعد إلى جانب المسيل. ويقال إن رجلا مات أخيرا عن عمر ١٢٠ سنة قال إنه يتذكر بأن الجرف والجدار كانا يمتدان إلى مسافة أبعد مما هما عليه الآن عبر المسيل ، وأن المسيل كان محصورا في قنال أضيق ، وقال إنه سمع هذه الرواية من شيوخ طاعنين في السن. ومن المحتمل أن يكون ذلك حاجزا ـ دربند ـ لوقاية البلاد من غارات الكرد الذين لا بد وأنهم كانوا في جميع العهود جيرانا مقلقين. وهذا هو أحد الممرات التي تؤدي إلى كردستان ، ويتفرع منه طريق يصل إلى (إبراهيم خانجي) وهو وعر ، إذ يمر طوال الوقت على سلاسل تلال صغيرة. إن المسافة بين (طوز خور ماتو) و (إبراهيم خانجي) تسع ساعات ، ومن (كفري) إلى (إبراهيم خانجي) تسع ساعات أيضا ، والطريق مستو وجيد.
وعقب وصولنا بقليل جاءنا محمد آغا ، وهو «أيشيق آغاسي» محمود باشا أي رئيس التشريفات وقد عينه لمرافقتنا في ضيافته رائدا (مهماندار) وكان يحمل إليّ رسائل ظريفة من محمود باشا تفيض رقة.
ويوجد في (طوز خور ماتو) منزل ـ دار استراحة ـ يحتوي على ثمانين جوادا.
درجة الحرارة ٦٤ د في السادسة ق. ظ ، و ٧٠ د في الثانية عشرة ، و ٦٦ د في الثالثة ب. ظ.
الريح جنوبية شرقية ، وهبوبها شديد ، رافقتها الأمطار بعد الظهر.