بكاملها متوازية ، ولها اتجاه واحد تماما كأنها صفت على خط يتجه شمالا غربيّا ب (٤٥) درجة. أما صعودها فتدريجي جدّا وباتجاه شرقي ، إلا أنه يتعرج أو يتلوى داخل شقوق ضيقة كونتها الأمطار في الحجارة الرملية.
وفي الثامنة إلا ثلثا وصلنا نجدا كئيبا ، أو بالأحرى ساحة واسعة تعلوها أكوام من أركام حصوية ، وأخاديد موحشة. وكان طريقنا يمر منها باتجاه خمسين درجة إلى الشمال الشرقي. وفي الثامنة وصلنا إلى سلسلة قمم أخرى ذات طبقات مائلة تتصف بنفس الأوصاف التي مرّ ذكرها. إلا أن التربة الحصوية التي تكسوها كانت تزداد كثافة كلما تقدمنا ، وشاهدنا هنا وهنالك بعض مزارع الشعير الصغيرة. وصادفنا قافلة كردية صغيرة تحمل ال «مورت» الآس (MyrtIe) بأكياس تنتشر منها راحة ذكية ، والمعتقد أنه يستعمل في المصابغ.
فالتربة والحصى في هذه المنطقة ظاهرة كما في السفوح الشرقية من (حمرين). وفي التاسعة إلا ربعا وصلنا مكانا يشرف على سهل (ليلان) ، حيث تنحدر التلال تدريجا انحدارا خفيفا.
دخلنا الآن سهل (ليلان) ، وهو مكتظ بمزارع الشعير التي كانت على ما يظهر تبشر بخير عميم ، وكان النزر اليسير منها على وشك النضوج. وفي التاسعة والنصف وقفنا لنحتسي القهوة ، ولتمكين ضابط الإعاشة ليتخذ ما يجب اتخاذه من الترتيبات.
وفي العاشرة والربع ركبنا ثانية ، فوصلنا (ليلان) في الحادية عشرة إلا ربعا. و (ليلان) قرية صغيرة تعود الآن إلى عبد الله أفندي وهو المتولي السابق للإمام الأعظم (١) ومن معارفي القدماء. أغار الإيرانيون والكرد
__________________
(١) أبو حنيفة ، أحد أعلام المذاهب الإسلامية ، وقد سمي بالأعظم. وهو مدفون في القصبة المسماة باسمه والتي تقوم على بعد ميلين من شمالي بغداد.