و (تازة خور ماتو) على بعد ثلاث ساعات.
إن ضمان قرية (ليلان) يساوي خمسة وعشرين ألف قرش سنويّا ، بالعملة البغدادية. وهي ككل القرى الواقعة على الحدود الكردية قلقة ، لا راحة لها ، إذ أصبحت هدفا للغارات والتخريب التام بنتيجة الغزوات الكردية عليها. ورجاني (الكهيا) رئيس القرية أن أتوسط لدى محمود باشا ، لإرجاع ثلاثمائة رأس من الأغنام سلبها منه الكرد ، والتي علم بأنها لا تزال غير موزعة. والقرويون بأجمعهم يتضرعون لأن تكون زيارتي لكردستان سببا للحيلولة دون شن الغارات الكردية ، إلى أن يتم الحصاد وجمع الغلة على الأقل. وساكنو هذه القرية ، والقرى المجاورة كلهم أتراك ، وهم من طائفة (جراغ سونديره ن) (١) ، أو علي اللهية.
درجة الحرارة ٦٨ د في السادسة ق. ظ. و ٨١ د في الثالثة ب. ظ. و ٦٧ د في العاشرة ب. ظ. والريح جنوبية شرقية.
٣ أيار :
تركنا (ليلان) في الخامسة والنصف ، وسرنا باتجاه شمالي شرقي بمحاذاة جدول (ليلان) وهو عن يسارنا. وتعين مجراه من التلال سلسلة طواحين قائمة على ضفتيه ، يتصل بكل منها برج حجري مدور صغير. وكان أحد الطحانين في إحداها يصرخ قائلا «وير ، الله» أي أعطني ، يا الله. وعلمت أن ذلك ما ينادي به الطحانون باستمرار ، عندما تتوقف الطواحين عن العمل ، فيهبّ من لديه حب ويتقدم به للطحن.
وبعد نصف ساعة وصلنا التلال ، حيث ترتفع هنا فجأة من السهل ، فتكون نجدا يمتد من تلال (كفري) ، ويحاذي الشعبة الشرقية منها. وتشقق النجد مجاري وجداول عديدة كونتها مياه الأمطار فجعلت منها
__________________
(١) راجع حاشية الصفحة ٦٠.