الاصطياد بجواره. ومن هنا أيضا انحدرنا بمنحدر خفيف جدّا باتجاه شمالي شرقي نحو (جمجمال). و (جمجمال) طنف اصطناعي مرتفع ،
__________________
ـ «عندما استولى العرب على مدينة (حلوان) في السنة السادسة عشرة من الهجرة ورجع ٣٠٠ خيال منهم من هذه الحملة بقيادة (فضيلة) وعسكروا عند المساء بين جبلين في سورية ، أخبر (فضيلة) بحلول صلاة المغرب ، فأخذ يردد بصوت جهوري كلمات «الله أكبر» إلخ من نص الأذان ، وقد أخذ يسمع صدى كلماته يتردد ، ولم ينفك ذلك الصدى عن الترديد حتى نهاية الأذان. وبعد أن فرغ (فضيلة) من صلاته صرخ قائلا : «أنت يا من كنت تتكلم ، إن كنت من الملائكة ليكن الله في عونك ، وإن كنت من الأرواح الأخرى فلا بأس عليك ، أما إذا كنت إنسانا مثلي ، فاظهر لي علّني أنتفع من إرشاداتك. ولم ينته من كلماته هذه ، إلا وظهر له شيخ أصلع الرأس وبيده عصا كأنه درويش من الدراويش. وبعد أن تبادلا التحية سأل (فضيلة) الشيخ عمّن يكون هو؟ فأجابه الشيخ قائلا : «إنني هنا بأمر من السيد المسيح الذي تركني في هذه الحياة الدنيا حتى رجوعه إليها ثانية وإنني إذن أنتظر ظهور السيد المسيح الذي هو ينبوع كل سعادة. ونزولا عند أوامره فإنني أحيا في الجانب الآخر من هذا الجبل». وبعد أن سمع (فضيلة) هذه الكلمات منه سأله عن وقت ظهور المسيح ، ولما أجابه الشيخ «إنه سيظهر في آخر الزمن عند اقتراب يوم الحساب» ازداد الفضول عنده فاستفاض بالتساؤل وطلب منه أن يخبره عن علامات الآخرة. فأجابه خضر إلياس بنبرة نبوية قائلا : «ذلك هو عند ما يتناسى كل من الرجال والنساء مركزه ومقامه ، وعندما لا تنقص كثرة الغلال أثمانها ، وعندما تراق دماء الأبرياء ظلما ، ويسأل السائل الصدقة ولا من مجيب ، وتنطفئ أنوار الحب ، وتستحيل آيات الكتب المقدسة إلى أغان تملأ المساجد المقامة لعبادة الله الحق بالأصنام .. وعند ذاك يكون قد اقتربت الساعة» ولم يتم الشيخ كلماته هذه حتى اختفى ـ من كتاب المكتبة الشرقية الصفحة ٧٤٢ ـ الناشرة.
اقتبست هذه المعتقدات الإسلامية من اليهود ، فإنهم وضعوا المسيح موضع إلياس ، الذي سيظهر بعد القرن التاسع من اختفائه .. وقد يكون التنبؤ بأن إلياس سيظهر «قبل يوم الرب المخوف» هو السبب في الاعتقاد بأنه ما زال لم يتم رسالته في الأرض إن أعقل الخاخامين قالوا بأن (إلياس) يجلس تحت شجرة الحياة في الجنة ، وإنه يسجل لليهود أعمالهم الحسنة وعلى الأخص احترامهم قدسية السبت. وهم يعتقدون بأن