وهو إما أنه أخذ اسمه من المنطقة التي تحيط به ، أو أنها أخذته منه.
ومررنا بسيرنا نحو هذا الطنف بحقول شعير واسعة تبدو بحالة جيدة ولكنها لم تكن ناضجة لتحصدها المناجل. ومررنا أيضا بمزارع عدس واسعة ، ومراع مترامية الأطراف.
وصلنا مضربنا في العاشرة قبل الظهر ، وقد نصبت الخيام على طنف (جمجمال) المدور تقريبا ، وكان المجال فيه يتسع لمضرب أوسع بكثير من مضربنا. ولما كان السهل ذا انحدار مستمر نحو الشرق بدا الطنف أكثر ارتفاعا في الجانب الشرقي منه في جوانبه الأخرى ، وهو يرتفع ارتفاعا شاقوليّا تقريبا إلى أكثر من مائة قدم. وإننا لا نستطيع أن
__________________
مزاولة الأعمال الروحية مزاولة طيبة قد تستجلب ظهوره أو حضوره ، فهم يتركون الأبواب مفتحة ليدخلها ، وإن تراتيلهم في أواخر أيام السبت مشحونة بذكره ، وبالتضرع إليه ليسدي عليهم بركاته ، وهم يعتبرون أن ساعة ختن طفل من الأمور التي لها أهميتها الخاصة عنده. وفي مثل هذه الساعات ينشدون حضوره ويتركون له مقعدا من المقاعد خاليا لا يشكّون في أنه لا بد وأن يشغله فيما إذا سار كل شيء على ما يرام. ومن الشائع بينهم أن الخاخام (يهودا) بينما كان حاضرا في حفلة ختان ما في (رابتسبون) أدرك ببصيرته الروحانية خلو مقعد إلياس منه ، فتنبأ بأن الطفل سيمسي مع الأيام طالحا ، وقد تنصر الطفل فعلا فيما بعد. وهم يعتقدون أن الحضور في مثل هذه المراسيم ، أمر منذور به إلى إلياس ، وذلك لحرصه الشديد على ضرورة الختان ، الأمر الذي دعاه أن يشكو بقوله : «... لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ...» (الملوك الأول ص ١٩ : ١٤) ويعني بالعهد في هذا المقام عهد الختان.
وللأسباب ذاتها يعتقدون أيضا بأن إلياس يسمى ملاك العهد.
ومما يجدر بالملاحظة ، أننا إذا ما قسنا تفهم اليهود إلى ظهور إلياس «قبل يوم الرب» بالرواية الإسلامية المار ذكرها ، نرى أنها تعني أن ظهوره إنما هو تمهيد لظهور السيد المسيح ، وتعني كذلك أنها إرادة إلهية تشير إلى أن تلك الحقبة التمهيدية إنما هي لإتمام رسالته ، ولذلك فهم يدعون في مغرب كل يوم سبت إلى ظهوره في يوم السبت المقبل ليعلن علائم ظهور المسيح ـ راجع الصفحتين ٨٠ و ٢٥٥ من Synagoga Judica لمؤلفه Buxtorf ـ طبعة باسل ١٦٤١ ـ تلقت الناشرة ذلك من صديق لها.