والجدول ذاته يحتوي على الكثير من الأسماك ومن بينها سمك النقط (Trout) ، أقول ذلك استنادا على ما وصفه لنا من اصطاد السمك بالشص منا والذين شاهدوا الكثير منه وقد وجدوه يحجم عن التقرب إلى شصوصهم.
ولا يفصل بين (سه رجنار) (١) وبين (جاق جاق) سوى مرتفع صغير عليه مقبرة مهجورة منذ زمن طويل على ما يظهر. وقد تذكرت الوصف البديع للمقبرة القديمة التي جاء ذكرها في مستهل قصيدة «الفناء القديم» وأنا هائم بين أحجار هذه المقبرة الربداء الغليظة ، وكانت الأرض التي تتخللها مكسوة بالأوراد البرية. وهنالك ثلاث أو أربع شجرات تزين هذا المرتفع ، إذ كان فرحي عظيما عندما علمت أنها شجرات بلوط ، ولم تكن في الواقع من نوع أشجار البلوط الشهيرة في إنكلترا ، ولكنها شجرات لطيفة تكفي الكفاية كلها لإيحاء ذكريات طيبات عديدات ، فأوراقها أقل تسننا وأكثر نعومة وأعمق خضرة من أوراق البلوط التي اعتدت مشاهدتها في إنكلترا ، وهي لم تكن من أشجار البلوط القصيرة. وقد قيل لنا إن أنحاء (سه رجنار) كان فيها الكثير من هذه الأشجار ، ولكنها قطعت لبناء السليمانية.
درجة الحرارة في الخامسة ق. ظ ، و ٥٣ د في الثالثة ب. ظ ، و ٧٦ د وفي العاشرة ، ٦٤ د. نسيم شمالي عليل ، وجو رائق.
__________________
(١) وهناك جدول آخر في شرق (سه رجنار) يفصله عنه تل صغير كما ينفصل (جاق جاق) بتل آخر في الغرب ، وهذا الجدول أصغر من كلا الجدولين الآخرين. فهذا وجدول (جاق جاق) مسيلان فقط ، وهما يجفان في الخريف على ما أعتقد ، والجداول كلها تلتقي في السهل.