وقد يقوضه الأتراك أو الإيرانيون بعد أيام معدودات» وأخبرني بأن الفضل في علو موقع القصر يعود إلى تشييده فوق رابية اصطناعية من الآثار القديمة جدّا (١) وكانت المناظر التي يشرف عليها القصر بهيجة تشرح الصدر. لقد حاولت تجنب الكلام في السياسة وحمل الباشا على البحث في اقتصاديات بلاده وعادياتها ، فأصبت الهدف بادىء الأمر إصابة موفقة. وقلت له بأنني سمعت أن والي (سنه) من عائلة كورانية (٨) وأن الكورانيين لم يكونوا موضع احترام كأفراد قبائل ، فسرت بين الحاضرين فورا دمدمة استحسان عمت الغرفة. وهنا تبين لي أنني نلت تقدير الكرد العشائريين ، فهب الباشا بحيوية أوفر من المعتاد وطفق يذكر تاريخ عائلته فقال في بادىء الأمر إن عائلة والي (سنه) عائلة عريقة جدّا ولكن الكورانيين ليسوا من العشائر ، ثم أخذ يمتدح نفسه ذاكرا أنه سليل عائلة عريقة وعشيرة كريمة ، وأردف قائلا إن اسم عشيرته في الأصل هو (كرمانج) أما كلمة (به به) فهي لقب عائلته التي يؤلف أعضاؤها رؤساء العشيرة الذين يتولون الرئاسة بالوراثة ، ولذلك تسمى الآن جميع المنطقة التي يقطنونها وسكانها معا بحكومة البه به أو بالحكومة البابانية. وقد تكونت العشيرة في الأصل في (بيشدر) في الجبال الشمالية بالقرب من (سي كه نه) على الحدود الإيرانية. وقال أيضا إن أحد أجداده قام بخدمة جليلة لأحد السلاطين العثمانيين في حربه مع الإيرانيين فجوزي على ذلك بتوليته على كل منطقة يتمكن من إخضاعها ، وهكذا استحوذ مع الزمن هو وبعض من خلفه من الرؤساء على المناطق التي يشغلونها الآن وغيرها من المناطق التي استرجعت من الإيرانيين منذ ذلك الحين. وانضوت كل هذه المناطق تحت لواء البابان أو البه به وعهد أمرها إلى باشوية (شهرزور) التي كانت كركوك عاصمتها. ولم يتمكن الباشا من ذكر أي
__________________
(١) وقد تكون هذه الرابية من نوع الطنوف التي ذكرتها في بحوث (جمجمال) و (ده ركه زين) و (طاس لوجه).