كانت حزنة ضيقة ، وصار الناس يسلكونها أكثر من الأولى ، وذلك فى النصف الثانى من سنة سبع عشرة وثمانمائة (١).
السادس عشر : كداء ، الموضع الذى يستحب الخروج منه لمن كان فى طريقه ، وهو الثنية التى بنى عليها باب مكّة المعروف بباب الشبيكة ، على مقتضى ما ذكر المحب الطبرى فى شرح «التنبيه».
وذكر القاضى بدر الدين بن جماعة ما يقتضى أنها الثنية التى عندها الرجم المعروف بقبر أبى لهب ، والله أعلم بالصواب.
وهى بضم الكاف ، والقصر والتنوين ؛ على ما هو مشهور فيها.
وقيل : إنها بفتح الكاف.
وإنما استحب الدخول من كداء ـ ثنية المقبرة ـ ، والخروج من كداء ، التى إلى جهة المدينة ؛ لأن النبى صلىاللهعليهوسلم فعل ذلك فى حجة الوداع (٢).
وأما فى الفتح : فقيل : إنه دخل من كداء ـ ثنية المقبرة ـ. وقيل : من ثنية أذاخر.
وأما فى عمرة الجعرانة : فدخل وخرج من أسفل مكّة ، كما فى خبر ذكره الفاكهى بإسناد فيه من لم أعرفه (٣) ، والله أعلم.
السابع عشر : المأزمان ، اللذان يستحب سلوكهما للحاج إذا رجع من عرفة ، وهو الموضع الذى يسميه أهل مكّة الآن المضيق ؛ بين مزدلفة وعرفة.
وذكر النووى ما يقتضى أن هذين المأزمين فى غير هذا المحل ؛ لأنه قال فى «الإيضاح» : والسنة أن يسلك فى طريقه إلى المزدلفة على طريق المأزمين ، وهو بين العلمين اللذين هما حد الحرم من تلك الناحية .. انتهى.
وهذا بعيد ؛ لمخالفته فيه قوله وقول غيره كما بيناه فى أصله.
والمأزم فى اللغة : الطريق الضيق بين جبلين.
__________________
(١) إتحاف الورى ٣ / ٥٢٢.
(٢) هداية السالك ٢ / ٧٤٤ ، ٧٤٥.
(٣) هداية السالك ٢ / ٧٤٥.