وقد اختلف فيها ؛ فقيل : إنها من الحرم ، وهذا يروى عن ابن حبيب المالكى.
وقيل : إنها من عرفة ، حكاه ابن المنذر عن مالك. وفى صحته عنه نظر ؛ لمخالفته ما فى كتب المالكية ، والله أعلم.
ومذهب الشافعى : أنها ليست من عرفة.
وعرنة ـ بضم العين وفتح الراء المهملتين ـ هذا هو المشهور فيها.
الرابع عشر : قَزح ، الموضع الذى يستحب للحاج أن يقف عنده للدعاء غداة النحر ، وهو مكان مشهور بالمزدلفة ، وهو الموضع الذى يسمونه المشعر الحرام ، أشار إلى ذلك المحب الطبرى (١).
وذكر ابن الصلاح : أن قزح جبل صغير فى آخر المزدلفة ، ثم قال : وقد استبدل الناس بالوقوف على الموضع الذى ذكرناه بناء محدثا فى وسط المزدلفة ، ولا تتأدى به هذه السنة.
قال المحب الطبرى : والظاهر أن البناء إنما هو على الجبل كما تقدم ، والمشاهدة تشهد لصحة ذلك ، ولم أر ما ذكره لغيره (٢) ... انتهى.
وذكر النووى : أن الأظهر أن الحاج يتحصل السّنّة بالوقوف على البناء المستحدث ؛ قاله فى «الإيضاح».
الخامس عشر : كداء ، الموضع الذى يستحب للمحرم دخول مكّة منه ، وهو الثنية التى تهبط منها إلى المقبرة المعروفة بالمعلّاة والأبطح ؛ على مقتضى ما ذكره الفاكهى (٣) ، وسليمان بن خليل ، والمحب الطبرى.
وقال المحب الطبرى : هى بالفتح والمد ، تصرف على إرادة الموضع ، وتركه على إرادة البقعة ؛ وما ذكره من أنها بالفتح هو المعروف. وقيل : إنها بالضم.
وسهل بعض المجاورين طريقا فيها غير الطريق المعتادة ، ووسعها بعد أن
__________________
(١) القرى (ص : ٤١٧).
(٢) القرى (ص : ٤١٧).
(٣) أخبار مكة للفاكهى ٤ / ١٧٩ ، ١٨٠.