ووليها بعده ابنه : شكر بن أبى الفتوح ، ودامت ولايته ـ فيما علمت ـ إلى أن مات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وآل أمر مكّة بعد شكر إلى عبد له ، على ما ذكر ابن حزم فى «الجمهرة».
وفى المرآة : ما يقتضى أنه ولى مكّة بعد شكر : بنو أبى الطيب الحسنيون ، ثم على بن محمد الصليحى صاحب اليمن ، ثم محمد بن جعفر بن أبى هاشم عن الصليحى. ومحمد بن جعفر هذا آخر أمراء مكّة المعروفين بالهواشم ، وهو أبو هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى.
وكان تأمير الصليحى له فى سنة ست وخمسين وأربعمائة.
ودامت ولاية ابن أبى هاشم ثلاثين سنة ، إلّا أن بنى سليمان الحسينيين قصدوه مع حمزة بن وهاس ففر إلى ينبع ؛ لأنه لم يكن له بهم طاقة ، وذلك بعد سير الصليحى من مكّة.
وكان مسيره بعد يوم عاشوراء ، أو فى ربيع الأول من سنة ست وخمسين وأربعمائة.
وكان ملك الصليحى لمكّة فى سادس ذى الحجة سنة خمس وخمسين ، وهرب ابن أبى هاشم فى سنة أربع وثمانين وأربعمائة إلى بغداد لما وصل إلى مكّة التركمان ، وهو أول من أعاد الخطبة العباسية بمكّة بعد قطعها من الحرمين نحو مائة سنة.
وولى مكّة بعده : ابنه قاسم ، ثم أصبهيد بن سارتكين.
ثم عاد قاسم المذكور لولايتها فى شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، بعد أن هزم أصبهيد.
واستمر قاسم حتى مات ـ فيما علمت ـ وكان موته فى سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وولى بعده : ابنه فليتة. ويقال : أبو فليتة. واستمر ـ فيما علمت ـ حتى مات سنة سبع وعشرين وخمسمائة.