أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أجازنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني بكار بن رباح ، أخبرني ابن جريج قال :
كنت مع معن بن زائدة باليمن فحضر الحج ، فلم تحضرني نية ، قال : فخطر ببالي قول ابن أبي ربيعة (١) :
بالله قولي له ، في غير معتبة |
|
ما ذا أردت بطول المكث باليمن؟ |
إن كنت حاولت دنيا ، أو نعمت بها |
|
فما أخذت بترك الحج من ثمن |
فدخلت على معن فأخبرته أنّي عزمت الحج ، فقال لي : ما نزعك إليه ولم تكن تذكره؟ فقلت له : ذكرت قول ابن أبي ربيعة وأنشدته شعره هذا فجهّزني وانطلقت.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي ـ من لفظه ـ أنا القاضي أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلامة بن جعفر ، أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النجيرمي أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمّي [أنشدنا](٢) الصولي ، أنشدنا المبرّد لعمر بن أبي ربيعة (٣) :
خبّروها بأنّني قد تزوّجت |
|
فظلّت تكاتم الغيظ سرا |
ثمّ قالت لأختها ولأخرى : |
|
جزعا : ليته قد تزوج عشرا |
وأشارت إلى نساء لديها |
|
لا ترى دونهنّ للسر سترا : |
ما لقلبي ، كأنه ليس مني |
|
وعظامي إخال فيهن فترا |
من حديث نما إليّ فظيع |
|
خلت في القلب ، من تلظّيه جمرا |
أخبرنا أبو العز السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٤) حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، أنشدنا هارون بن محمّد ، أنشدنا الزبير لمجنون بن جعدة (٥) :
__________________
(١) البيتان في ديوانه ص ٤٣٧.
(٢) زيادة عن م و «ز».
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٢٢٣.
(٤) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٨٢.
(٥) هو قيس بن الملوح ، مجنون ليلى ، والأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٨٣ والجليس الصالح ٣ / ١٨٢.