عمر بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري روى عن أبيه ، روى عنه ابنه حفص بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف ، وعمرو بن حيّة (١) ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن قال :
لما رأى عمر بن عبد الرّحمن بن عوف أسف عبد الملك على زينب بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام قال له : يا أمير المؤمنين أنا أدلك على مثلها في الجمال وهي شريكتها في النسب ، قال : ومن هي؟ قال : بنت هشام بن إسماعيل ، وهو عندك حاضر.
وذكر حكاية ستأتي في ترجمة هشام بن إسماعيل إن شاء الله.
قال : ونا الزبير ، قال : وحدّثني الحسن بن موسى ، عن رجل من بني زهرة قال :
لما هلك عبد الرّحمن بن عوف بعث عثمان بن عفّان سهل بن حنيف يقسم ماله بين ولده ، فاخذ بيد عمر بن عبد الرّحمن وكانت أمه سهلة بنت عاصم بن عدي ، فقال له : يا ابن أختي أنت والله أحبّ القوم إليّ علانية غير سر ، وذلك من قبل الأنصاريات التي ولدنك (٢) ، وإنّي أوصيك بوصية إن حفظتها فهي خير لك من مال أبيك ، وإن تركتها لم ينفعك ما ترك أبوك لو كان لك ، قال : ما ذاك؟ أوصني ، قال : يا ابن أختي ، اعلم أنه لا عيلة لمصلح ، ولا مال لخرق ، واعلم أن الرقيق ليسوا بمال ، وهم جمال ، واعلم أن خير المال العقد (٣) ، وشرّ العقد النّضح (٤) ، هي كانت أموالنا في الجاهلية ، حتى كان أحدنا سفيها بولده وخادمه ، وينزل بينها ويدخل فضلها ، فأما إذ ركبتم الدوابّ ولبستم الثياب فليست من أموالكم في شيء ، فإن كنت لا بدّ متّخذا منها شيئا فاتخذ مزرعة إن عالجتها نفعتك ، وإن تركتها لم تضرّك.
قال عمر بن عبد الرّحمن : فحفظت وصية خالي ، فكانت خيرا لي مما ورثت من أبي.
__________________
(١) في «ز» : عتبة.
(٢) بالأصل و «ز» : «ولدتك» والمثبت عن م والمختصر.
(٣) العقد : الجمل الموثق الظهر (القاموس).
(٤) الناضح : البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء.