الله أن لا يعصى ما خلق إبليس ، ثم قال : قد بيّن الله ذلك في كتابه (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ)(١) فرجع صاحبنا ذلك عن القدر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا أبو سليمان داود بن عمرو بن المسيّب الضّبّي ، نا أبو سعيد المؤدب ـ مؤدب المهدي ـ عن عمر بن ذرّ قال : أتينا عمر بن عبد العزيز في نفر فيهم بريد أو زياد الفقير كذا قال داود وموسى بن أبي كثير أبو الصباح ، وناس من أهل الكوفة. قال : فتكلم فتكلمنا ـ قال : ونرى أنه عمر بن ذرّ ـ فقال فأبلغ ، فرثينا لعمر ، وظننا أنه لا يقدر على جوابه ، فلما سكت تكلم عمر بن عبد العزيز ، فلم يدع شيئا مما جاء به إلّا أجابه فيه ، قال : ثم ابتدأ الكلام فما كنا عنده إلّا تلامذة فقال فيما يقول : إنّ الله لو كلف العباد العمل على قدر عظمته لما قامت لذلك سماء ولا أرض ولا جبل ولا شيء ، من الأرض شيئا ولكنه أخذ منهم اليسير ، ولو أراد أو أحبّ أن لا يعصى لم يخلق إبليس رأس المعصية.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : سمعت وكيعا يقول : عمر بن ذرّ همداني.
أخبرنا أبو أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط قال (٢) : عمر بن ذرّ بن عبد الله بن زرارة همداني (٣).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة : عمر بن ذرّ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا
__________________
(١) سورة الصافات ، الآية : ١٦١ ـ ١٦٣ وفي التنزيل العزيز : فإنكم.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٨٦ رقم ١٢٨٠.
(٣) في «ز» : همذاني ، تصحيف.