أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ اذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا أحمد بن جعفر ، نا جعفر بن محمّد بن شاكر ، نا إسحاق (٢) بن إسماعيل الطالقاني ، نا سفيان بن عيينة قال :
كان بين عمر بن ذرّ وبين رجل يقال له ابن عيّاش شحناء ، وكان يبلغ عمر بن ذرّ أنّ ابن عيّاش يتكلم فيه ، قال : فخرج عمر ذات يوم ، فلقي ابن عيّاش ، فوقف معه ، فقال له : لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا ، فإنّا لا نكافئ أحدا عصى الله تعالى فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف (٣) أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إسماعيل بن يونس ، نا إسماعيل بن زرارة ، قال :
شتم رجل عمر بن ذرّ فقال : يا هذا ، لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا ، فإنّي أمتّ مشاتمة الرجال صغيرا ولم أحبها كبيرا ، وإنّي لا أكافىء من عصى الله فيّ بأكثر من أن أطيع الله فيه.
أخبرنا أبوا (٤) الحسن : بن قبيس ، وابن سعيد ، قالا : نا ـ وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني الصّيمري ، أخبرني علي بن الحسن الرازي ، نا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أحمد بن زهير ، نا محمّد بن يزيد ، قال : سمعت ابن براد (٦) يقول :
تكلم عبد الله بن عياش المنتوف بكلام أراد به مساءة عمر بن ذرّ فقام عمر فدخل منزله ـ وكان ابن عمه ـ فندم ابن عياش ، فأتى عمر ، فقال : أيدخل الظالم؟ فقال : نعم مغفورا له ، والله ما كافأت من عصى الله فيك ، بمثل أن تطيع الله فيه.
__________________
(١) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٤٥.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجليس الصالح : ابن إسحاق.
(٣) أقحم بالأصل بعدها : أنا نظيف.
(٤) بالأصل وم و «ز» : «أبو» تصحيف ، والصواب ما أثبت.
(٥) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٠ / ١٥ في ترجمة عبد الله بن عياش المنتوف.
(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : ابن مرار.