أبو عبد الله الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن بطّة الأصفهاني ، نا الحسن بن الجهم ، نا الحسين بن الفرج ، نا الواقدي ، حدّثني إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه.
ح قال : ونا عبد الله بن أبي عبيدة ، عن جعفر بن عمرو بن أميّة الضمري.
قال : ونا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون ـ وزاد بعضهم على بعض قال :
وكان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة : ما أحد يغتال محمّدا ، فإنه يمشي في الأسواق ، فيدرك ثأرنا ، فأتاه رجل من العرب ، فدخل عليه منزله وقال له : إن أنت قوّيتني (١) خرجت إليه حتى أغتاله ، فإنّي هاد (٢) بالطريق خرّيت ، ومعي خنجر مثل خافية النسر ، قال : أنت صاحبنا ، فأعطاه بعيرا ونفقة وقال اطو أمرك فإنّي لا آمن أن يسمع هذا أحد فينمّه (٣) إلى محمّد ، قال العربي : لا يعلم به أحد.
فخرج ليلا على راحلته ، فسار خمسا وصبّح ظهر الحرة ، صبح (٤) سادسة ، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أتى المصلّى ، فقال له قائل : قد وجه (٥) إلى بني عبد الأشهل ، فخرج يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد الأشهل فعقل راحلته ، ثم أقبل يؤم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيجده في جماعة من أصحابه يتحدث في مسجدهم ، فدخل ، فلمّا رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأصحابه : «إن هذا الرجل يريد غدرا والله تعالى حائل بينه وبين ما يريده».
فوقف فقال : أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنا ابن عبد المطلب» فذهبت يحني (٦) على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأنه يسارّه فجبذه أسيد بن حضير وقال له : تنحّ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجبذ بداخلة إزاره فإذا الخنجر فقال : يا رسول الله هذا غادر ، وأسقط في يد العربي وقال : دمي دمي ، يا محمّد وأخذ أسيد تلبيبه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اصدقني ما أنت؟ وما أقدمك؟ فإن صدقتني نفعك الصدق ، وإن كذبتني فقد اطّلعت على ما هممت به» قال العربي : فأنا آمن؟ قال : «فأنت آمن» ، فأخبره بخبر أبي سفيان وما جعل له ، فأمر به
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» والدلائل ، وفي البداية والنهاية : إن وفيتني.
(٢) بالأصل وم و «ز» : هادي.
(٣) بالأصل وم و «ز» : فينميه ، والمثبت عن الدلائل.
(٤) البداية والنهاية : يوم سادسة.
(٥) الدلائل : توجه.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يجني ، وفي الدلائل : ينحني.