روى عنه : أبو الحسين الرازي ، وأبو سليمان بن زبر.
أخبرنا (١) أبو الحسن علي بن المسلّم ، ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، وأبيه أبو علي وعبد الوهّاب الميداني ، وأبو نصر بن الجبّان واللفظ لابن أبي نصر ، قالوا : أنا أبو سليمان بن زبر ، نا أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو الكوفي ، نا عمران بن موسى الطّرسوسي ، نا أبو صالح كاتب الليث ، نا يحيى بن أيوب الخزاعي قال :
سمعت من يذكر أنه كان في زمن عمر بن الخطّاب شاب متعبّد قد لزم المسجد ، وكان عمر به معجبا ، وكان له أب شيخ كبير ، فكان إذا صلّى العتمة انصرف إلى أبيه ، وكان طريقه على باب امرأة ، فافتتنت به ، فكانت تنصب نفسها له على طريقه ، فمرّ بها ذات ليلة ، فما زالت تغويه حتى تبعها ، فلما أتى الباب دخلت ، وذهب يدخل فذكر الله عزوجل وجلّي عنه ، ومثلت هذه الآية على لسانه : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ)(٢).
قال : فخرّ الفتى مغشيا عليه ، فدعت المرأة جارية لها فتعاونتا عليه ، فحملتاه إلى بابه ، واحتبس على أبيه ، فخرج أبوه يطلبه ، فإذا به على الباب مغشيا عليه ، فدعا بعض أهله فحملوه فأدخلوه ، فما أفاق حتى ذهب من الليل ما شاء الله عزوجل ، فقال له أبوه : يا بني ، ما لك؟ قال : خير ، قال : فإنّي أسألك ، قال : فأخبر بالأمر قال : أي بني ، وأي آية قرأت؟ فقرأ الآية التي كان قرأ ، فخرّ مغشيا عليه ، فحرّكوه (٣) فإذا هو ميت ، فغسّلوه وأخرجوه ودفنوه ليلا ، فلما أصبحوا رفع ذلك إلى عمر رضياللهعنه فجاء عمر إلى أبيه فعزّاه به وقال : ألا آذنتني؟ قال : يا أمير المؤمنين كان الليل.
قال : فقال عمر : فاذهبوا بنا إلى قبره ، قال : فأتى عمر ومن معه القبر ، فقال عمر : يا فلان (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ)(٤) فأجابه الفتى من داخل القبر : يا عمر قد أعطانيهما ربي عزوجل في الجنّة. مرّتين.
قرأت بخط أبي الحسن بن السمسار ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو الكوفي بدمشق ، نا أبو بكر أحمد بن منصور الرّمادي بحديث ذكره.
__________________
(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٢) سورة الأعراف ، الآية : ٢٠١.
(٣) «فحركوه» استدركت على هامش «ز».
(٤) سورة الرحمن ، الآية : ٤٦.