قلوبنا من صفو مودّته » (١) .. ثمّ يقول في موضع آخر : « الروافض لا يحكمون بالمحبّة إلّا بمثالب الغير » (٢) ..
ويقول في موضع ثالث : « كلّ ما نقل من فضائله وفضائل أهل بيت النبيّ ما لم يكن سببا إلى الطعن في أفاضل الصحابة ، فنتسلّمه ونوافقه فيه ، لأنّ فضائلهم لا تحصى ، ولا ينكره إلّا منكر نور الشمس والقمر ...
فإنّ أهل السنّة يعملون بكلّ حديث وخبر صحيح بشرائطها ، ولكن كما صحّ عندهم الأحاديث الدالّة على فضل عليّ بن أبي طالب وأهل بيت رسول الله ، كذلك صحّ عندهم الأحاديث الدالّة على فضائل الخلفاء الراشدين ، فهم يجمعون بين الأحاديث الصحاح وينزلون كلّا منزله الذي أنزله الله ، ولا ينقصون أحدا ممّن صحّ فيه هذا الحديث.
والشيعة ينقلون الأحاديث من كتب أصحابنا ممّا يتعلّق بفضائل أهل البيت ، ويسكتون عن فضائل الخلفاء وأكابر الصحابة ، ليتمشّى لهم الطعن والقدح ، وهذا غاية الخيانة في الدين ، وأيّة خيانة أعظم من أنّ رجلا ذكر بعض كلام أحد ممّا يتعلّق بشيء ، وترك البعض الآخر ممّا يتعلّق بعين ذلك الشيء ، ليتمشّى به مذهبه ومعتقده؟! ونعوذ بالله من هذه العقائد الفاسدة » (٣).
بل إنّه يرى في كلام آخر له أنّ التشكيك في فضائل أكابر الصحابة ـ كالخلفاء ـ ينافي الإيمان ، وهذه عبارته :
« لا يشكّ مؤمن في فضائل عليّ بن أبي طالب ، ولا في فضائل أكابر
__________________
(١) دلائل الصدق ٢ / ٤٢٧.
(٢) دلائل الصدق ٢ / ٥٦٥.
(٣) دلائل الصدق ٢ / ٥٨٨.