الصحابة كالخلفاء » (١).
فأوّلا : إنّه يشترط في قبول الخبر الصحيح الوارد عندهم في فضل أمير المؤمنين عليهالسلام أن لا يكون سببا إلى الطعن في من تقدّم عليه في الخلافة ، وإلّا فالخبر غير مقبول ؛ هذا كلامه.
وأيّ خبر في فضله عليهالسلام لا يكون سببا في القدح في القوم وإبطال تقدّمهم عليه؟!
وثانيا : إنّه في الوقت الذي لا يروي في كتابه رواية واحدة من كتب الإمامية ليستدلّ بها على العلّامة الحلّي أو يلزمه بها ، يريد منالإماميّة قبول كلّ ما ورد في كتب قومه في فضل الصحابة ، بل يقول إنّ التشكيك في ذلك مناف للإيمان!
وثالثا : إنّه لم يرو في كتابه رواية مسندة ـ ولا واحدة ـ عن شيء من كتب قومه ، فكأنّه لم يكن له إلمام بعلوم الحديث والأسانيد والرجال ، ومع ذلك يدّعي صحّة ما رووه في حقّ الصحابة!
ورابعا : إنّه ينصّ هنا على التسليم بما صحّ في فضل عليّ عليهالسلام ، ولكنّه في كثير من الموارد التي يستدلّ العلّامة الحلّي فيها بالأحاديث الصحاح يكذّب بالحديث أو يشكّك في صحّته ، تبعا لابن تيميّة وإن لم يصرّح باسمه والأخذ منه!
وخامسا : إذا كان يدّعي حبّ عليّ عليهالسلام ، وكان صادقا بحمد الله على ذلك ، فما باله قد والى أشدّ أعدائه وأكبر مبغضيه كمعاوية وابن العاص ومروان وأشباعهم ، ولم يحكم عليهم بالنفاق ، مع اتّضاح حالهم في
__________________
(١) دلائل الصدق ٢ / ٤٩٨.