* فلقد ألّف الجاحظ ـ المتوفّى سنة ٢٥٥ ـ كتاب العثمانية للهجوم على الشيعة ، وقد شحنه بالكذب وإنكار الضروريات وجحد البديهيات ، وحتّى شجاعة أمير المؤمنين ـ عليه الصلاة والسلام ـ حاول إنكارها (١) ـ كما قال المسعودي ـ : « طلبا لإماتة الحقّ ومضادّة لأهله ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون » (٢).
لكنّه عاد فنقض ما كتبه ، فكان أوّل من ردّ على العثمانية (٣).
ثمّ ردّ عليها جماعة من الإمامية وغيرهم بردود اشتهرت ب « نقض العثمانية » ، منهم : أبو جعفر الإسكافي المعتزلي ـ المتوفّى سنة ٢٤٠ ـ ، والمسعودي صاحب مروج الذهب ـ المتوفّي سنة ٣٤٦ ـ ، والسيّد جمال الدين ابن طاووس الحلّي ـ المتوفّى سنة ٦٧٣ ـ في بناء المقالة الفاطمية ، وهو مطبوع.
* وألّف القاضي عبد الجبّار بن أحمد المعتزلي ـ المتوفّى سنة ٤١٥ ـ كتاب المغني ، وتعرّض فيه لعقائد الإمامية بالردّ والنقد ، وخصوصا في باب الإمامة ، إذ كان ـ كما جاء في خطبة كتاب الشافي ـ « قد بلغ النهاية في جمع الشبه ، وأورد قوي ما اعتمده شيوخه ، مع زيادات يسيرة سبق إليها ، وتهذيب مواضع تفرّد بها » (٤).
فكتب السيّد المرتضى ـ المتوفّى سنة ٤٣٦ ـ في الردّ عليه كتاب الشافي في الإمامة ، ثمّ لخّصه تلميذه الشيخ أبو جعفر الطوسي ـ المتوفّى
__________________
(١) راجع : العثمانية : ٤٥ ـ ٥٠.
(٢) مروج الذهب ٣ / ٢٣٧.
(٣) الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٩٤.
(٤) الشافي في الإمامة ١ / ٣٣.