قلت :
والظاهر وقوع السهو في هذا السند ، فإنّ « أبو محمّد المدني » هو « صالح بن كيسان » لا غيره ، و « الوليد بن الزبير » كأنّه الذي ذكره ابن أبي حاتم ، قال : « سمع منه أبي بحمص وروى عنه ... سئل أبي عنه فقال : صدوق » (١).
٥ ـ إنّ أبا عبيد ... وهو القاسم بن سلّام ، الإمام الحافظ ، المجتهد ، ذو الفنون ، المقبول عند الكلّ ، قال إسحاق بن راهويه : إنّ الله لا يستحيي من الحقّ ، أبو عبيد أعلم منّي ومن ابن حنبل والشافعي ... توفّي سنة ٢٢٤ (٢) ، روى في كتاب الأموال قال : « حدّثني سعيد بن عفير ، قال : حدّثني علوان بن داود ـ مولى أبي زرعة بن عمرو بن جرير ـ ، عن حميد ابن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن صالح بن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه عبد الرحمن ، قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفّي فيه ، فسلّمت عليه ، وقلت : ما أرى بك بأسا والحمد لله ، ولا تأس على الدنيا ، فو الله إن علمناك إلّا كنت صالحا مصلحا.
فقال : أما إنّي لا آسى على شيء إلّا على ثلاث فعلتهم وددت أنّي لم أفعلهم ، وثلاث لم أفعلهم وددت أنّي فعلتهم ، وثلاث وددت أنّي سألت رسول الله عنهم.
فأمّا التي فعلتها ووددت أنّي لم أفعلها : فوددت أنّي لم أكن فعلت
__________________
(١) الجرح والتعديل ٩ / ٥ رقم ١٩.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٩٠ رقم ١٦٤.