وحكى أبو عبد الله الكسائي (١) ، قال : بلغني أن رجلا رأى في النوم كأن ملكا يقول لآخر وهو على سور المدينة : اقلب (٢). فقال : كيف أقلب؟ والنعمان بن عبد السلام قائم يصلي.
سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى يقول : من كان بأصبهان من أصحاب الثوري أرفعهم النعمان بن عبد السلام أبو المنذر ، وعصام بن يزيد جبر أبو سعيد ، وهو أرواهم ، وإسماعيل بن خليفة أبو هانىء القاضي ، والحسين بن حفص وعامر بن ناجية : لم نخرج حديثه ، وشيبان : شيخ لنا. وإبراهيم بن أيوب الفرساني ، وعامر بن حماد : وكان يرمى بالإرجاء ، لم نخرّج حديثه ، وإبراهيم بن قرة ، ومحمد بن يوسف بن العباد : لم نخرج حديثه.
قال أبو أحمد (٣) : ثنا محمد بن أيوب قال : ثنا محمد بن المنهال ، قال : ثنا النعمان بن عبد السلام الأصبهاني ، قال : سألت سفيان بن عيينة ما كلب العقور؟ قال : كل شيء كابدك (٤) من السباع في الحرم فاقتله. وقد روي عن ثلاثة من التابعين (٥).
ومن غرائب حديثه ما حدثنا به إبراهيم بن محمد بن الحارث ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : بعث الله محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليظهره على الدين كله ، فديننا فوق الملل ، ورجالنا فوق نسائهم ، ولا يكون
__________________
(١) أبو عبد الله الكسائي : هو محمد بن يحيى الكسائي الصغير ، مقرىء ، محقق جليل ، شيخ متصدر ، ثقة ، توفي سنة ثمان وثمانين ومئتين. انظر «غاية النهاية» ٢ / ٢٧٦.
(٢) في ن ـ أ ـ ه «أفلت» وهو خطأ.
(٣) لعله أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير ، ثقة ، صاحب كتاب. توفي سنة ٢١٣ ه «انظر التهذيب» ٩ / ٢٥٥.
(٤) كابد الأمر : أي قاسى شدته.
(٥) وذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٩ عن أبي الشيخ هذا القول ، ثم ذكر من جملة من روى عنهم «عمران بن حدير وداود بن قيس وأبو خلدة ، وعبيد الله بن أبي زياد وسلمة بن وردان ورباح بن أبي معروف».