لمن هذه الكتب ؟
السيد جعفر مرتضى العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، واللعنة علی أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين .
وبعد : فإنّ العديد من كتب التراث ـ ولأسباب مختلفة ـ قد نسبت إلى غير مؤلفيها الحقيقيّين ، عن عمد تارة ، وعن غير عمد اُخرى . . .
وكمثال على ذلك نشير في هذه العجالة ، إلى الكتب الثلاثة التالية :
١ ـ الكنز المدفون في الفلك المشحون :
لقد طبع الكتاب في القاهرة سنة ١٣٧٦ هـ . ١٩٥٦ م ، في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده . . .
ونسب إلى المؤلف المكثر المعروف : جلال الدين عبد الرحمان السيوطي .
ولكن الظاهر هو أنّ نسبته إليه لا تصح ، إذ :
أ ـ قد جاء في ص ٢٠٩ من نفس هذا الكتاب قوله :
« اجتمعت بالأخ في الله ناصر الدين بن الميلق ، بالقدس ، في ثالث عشرين من شعبان ، سنة سبع وستين وسبعمائة ، ووقع بيننا مذاكرة » إلى آخره .
وواضح : أنّ السيوطي قد ولد في سنة ٨٤٩ هـ ، وتوفّي في سنة ٩١١ هـ ، أي أنّ ولادته قد كانت بعد تاريخ هذا الاجتماع بين المؤلف وبين ابن الميلق بحوالي اثنين و ثمانين سنة ، فكيف يمكن أن يكون السيوطي هو مؤلف هذا الكتاب ؟ !
ب ـ وقال في ص ٣٢٣ :
« أنشدني أبو العباس ، أحمد بن عبد المعطي ، نفع الله به لنفسه بالمسجد الحرام ، في شهر ذي القعدة ، سنة أربع وستين وسبعمائة ، فقال :