كم أقطع العمر في قيل وفي قالِ |
|
وكم اُزيّن أقوالي وأفعالي |
. . . . الى آخره »
والكلام فيه كالكلام في سابقة .
وتكون النتيجة هي : أنّ هذا الكتاب قد اُلّف قبل ولادة السيوطي بعشرات السنين . . . .
٢ ـ سرّ العالمين :
طبع هذا الكتاب في إيران ، وفي الهند ، وفي مصر ، ثم في النجف الأشرف في العراق . . .
ونسب إلى أبي حامد ، محمد بن محمد بن محمد الغزالي ، المولود سنة ٤٥٠ هـ ، والمتوفى سنة ٥٠٥ هـ .
وقد نسبه إليه « في تذكرة خواص الامة ، وتاج العروس ، والإتحاف في شرح الاحياء ، فراجعه » (١) .
وإن كانت عبارة « تذكرة الخواص » التي ذكرها كاتب مقدّمة كتاب « سرّ العالمين » ليس فيها دلالة على ذلك . . . (٢)
ونسبه إلى الغزالي أيضاً : القاضي نور الله التستري في « مجالس المؤمنين » ، والشيخ علي بن عبد العالي الكركي ـ فيما نقل عنه ـ ، والمولى محسن الفيض الكاشي صاحب « الوافي » والطريحي في « مجمع البحرين » ، زاعمين أنّه تشيّع في آخر عمره (٣) .
ولكنّنا بدورنا نشكّ في صحة نسبة هذا الكتاب إلى الغزالي ، إذ :
١ ـ قد قال في نفس هذا الكتاب ، في ص ١٤٢ :
« أنشد المعرّي لنفسه ، وأنا شابّ في صحبة يوسف بن علي شيخ الإسلام .
أنا صائم طول الحياة وإنما |
|
فطري الحمام ويوم ذاك أعيد |
لو فزت . . . إلى آخره
من المعلوم : أن المعرّي قد توفّي سنة ٤٤٩ هـ ، والغزالي إنّما ولد في سنة ٤٥٠ هـ ، فلم يكن شاباً في حياة المعرّي ليسمعه ، وهو ينشد لنفسه ذلك . . .
____________________________
(١) الذريعة ج ١٢ ص ١٦٨ . |
(٢) سرّ العالمين ط النجف الأشرف ، المقدمة ص ٦ . |
(٣) المصدر السابق .