مع أن كعبا قد قتل قبل السنة الرابعة بمدة طويلة ، أما ذلك فيرد عليه :
ألف : إنهم يقولون : إن عبد الله بن الحرث بن جزء قد حضر ذلك ، وعبد الله إنما قدم المدينة مسلما بعد فتح مكة.
ب : إنه يظهر من حديث ابن عباس : أنه هو أيضا قد شاهد ذلك ، وابن عباس إنما قدم المدينة مع أبيه بعد فتح مكة أيضا.
ج : إن الآيات التي يدّعى نزولها في هذه المناسبة قد جاءت في سورة المائدة ، النازلة في أواخر أيام حياته «صلى الله عليه وآله» ، وقد نزلت دفعة واحدة ، كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى.
د : قال العيني : «وقد وقع الدليل على أن الرجم وقع بعد سورة النور ، لأن نزولها كان في قصة الإفك ، واختلف هل كان سنة أربع ، أو خمس ، أو ست ، والرجم كان بعد ذلك ، وقد حضره أبو هريرة ، وإنما أسلم سنة سبع» (١).
وبعد ما تقدم ، فكيف يكون رجم اليهوديين في السنة الرابعة ، أو في أول الهجرة؟!
١٠ ـ وترد هنا الأسئلة التالية :
لماذا عرف المؤرخون اسم المرأة المرجومة ولم يعرفوا اسم الرجل؟! (٢)
ولماذا تعلقت بنو قريظة ببني النضير حينما حكم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالرجم؟
__________________
(١) عمدة القاري ج ٢٣ ص ٢٩١.
(٢) راجع : عون المعبود ج ١٢ ص ١٣١.