«ان الثمانين وبلغتها ، قد احوجت سمعى الى ترجمان» اى مفسر ومكرر فقوله بلغتها اعتراض فى اثناء الكلام لقصد الدعاء والواو فى مثله تسمى واو اعتراضية ليست بعاطفة ولا حالية.
(والتنبيه فى قوله واعلم فعلم المرء ينفعه) هذا اعتراض بين اعلم ومفعوله وهو (ان سوف يأتى كل ما قدّرا) ان هى المخففة من المثقلة وضمير الشان محذوف يعنى ان المقدور آت البتة تأتى وان وقع فيه تأخير ما.
وفى هذا تسلية وتسهيل للامر فالاعتراض يباين التتميم لانه انما يكون بفضلة والفضلة لابد لها من اعراب ويباين التكميل لانه انما يقع لدفع ايهام خلاف المقصود ويباين الايغال لانه لا يكون الا فى آخر الكلام لكنه يشمل بعض صور التذييل وهو ما يكون بجملة لا محل لها من الاعراب وقعت بين جملتين متصلتين معنى لانه كما لم يشترط فى التذييل ان يكون بين كلامين لم يشترط فيه ان لا يكون بين كلامين فتأمل حتى يظهر لك فساد ما قيل انه يباين التذييل بناء على انه لم يشترط فيه ان يكون بين كلامين متصلين معنى.
(ومما جاء) اى ومن الاعتراض الذى وقع (بين كلامين) متصلين (وهو اكثر من جملة ايضا) اى كما ان الواقع بينهما هو اكثر من جملة (نحو قوله تعالى (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) فهذا اعتراض اكثر من جملة لانه كلام يشتمل على جملتين وقع بين كلامين اولهما قوله (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) وثانيهما قوله (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) والكلامان متصلان معنى.
(فان قوله (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) بيان لقوله (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ)) وهو مكان الحرث فان الغرض الاصلى من الاتيان طلب النسل لاقضاء الشهوة والنكتة فى هذا الاعتراض الترغيب فيما امروا به والتنفير عما نهوا عنه (وقال قوم قد تكون النكتة فيه) اى فى الاعتراض (غير ما ذكر) مما سوى دفع الايهام حتى انه قد يكون لدفع ايهام خلاف المقصود (ثم) القائلون بان النكتة فيه قد تكون لدفع الايهام افترقوا فرقتين (جوز بعضهم وقوعه) اى الاعتراض (فى آخر جملة لا تليها جملة متصلة