العبارة ان كلا من الاربعة يقتضى الاتمية والاشهرية.
لكن التحقيق ان بيان الامكان وبيان الحال لا يقتضيان الا الاشهرية ليصح القياس ويتم الاحتجاج فى الاول ويعلم الحال فى الثانى وكذا بيان المقدار لا يقتضى الاتمية بل يقتضى ان يكون المشبه به على حد مقدار المشبه لا ازيد ولا انقص ليتعين مقدار المشبه على ما هو عليه.
واما تقرير الحال فيقتضى الامرين جميعا لان النفس الى الاتمّ والاشهر اميل فالتشبيه به بزيادة التقرير والتقوية اجدر (او تزيينه) مرفوع عطفا على بيان امكانه اى تزيين المشبه فى عين السامع (كما فى تشبيه وجه اسود بمقلة الظبى او تشويهه) اى تقبيحه (كما فى تشبيه وجه مجدور بسلحة جامدة قد نقرتها الديكة) جمع ديك (او استطرافه) اى عد المشبه طريفا حديثا بديعا (كما فى تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب لابرازه) اى انما استطرف المشبه فى هذا التشبيه لابراز المشبه (فى صورة الممتنع) الوقوع (عادة) وان كان ممكنا عقلا ولا يخفى ان الممتنع عادة مستطرف غريب.
(وللاستطراف وجه آخر) غير الابراز فى صورة الممتنع عادة (وهو ان يكون المشبه نادر الحضور فى الذهن اما مطلقا كما مر) فى تشبيه فحم فيه جمر موقد (واما عند حضور المشبه كما فى قوله «ولا زوردية) يعنى البنفسج (تزهو) قال الجوهرى فى الصحاح زهى الرجل فهو مزهو اذا تكبر.
وفيه لغة اخرى حكاها ابن دريد زها يزهو زهوا (برزقتها ، بين الرياض على حمر اليواقيت ،) يعنى الازهار والشقائق الحمر.
(كأنها فوق قامات ضعفن بها |
|
اوائل النار فى اطراف كبريت) |
فان صورة اتصال النار بالطراف الكبريت لا يندر حضورها فى الذهن ندرة حضور بحر من المسك موجه الذهب لكن يندر حضورها عند حضور صورة البنفسج فيستطرف بمشاهدة عناق بين صورتين متباعدتين غاية البعد.
(وقد يعود) اى الغرض من التشبيه (الى المشبه به وهو ضربان احدهما ايهام