كما مر وطباق السلب وهو ان يجمع بين فعلى مصدر احدهما مثبت والاخر منفى او احدهما امر والاخر نهى فالاول (نحو قوله تعالى (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ*) يعلمون) ظاهرا من الحياة الدنيا.
(و) الثانى (نحو قوله تعالى (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ،) ومن الطباق) ما سماه بعضهم تدبيجا من دبّج المطر الارض اذا زيّنها وفسره بان يذكر فى معنى من المدح او غيره الوان لقصد الكناية او التورية واراد بالالوان ما فوق الواحد بقرينة الامثلة فتدبيج الكناية (نحو قوله تردّى) من تردّيت الثوب اخذته رداء (ثياب الموت حمرا فما اتى لها) اى لتلك الثياب (الليل الا وهى من سندس خضر) يعنى ارتدى الثياب الملطخة بالدم فلم ينقض يوم قتله ولم يدخل فى ليله الا وقد صارت الثياب من سندس خضر من ثياب الجنة فقد جمع بين الحمرة والخضرة وقصد بالاول الكناية عن القتل وبالثانى الكناية عن دخول الجنة.
وتدبيج التورية كقول الحريرى فمذ أغبّر العيش الاخضر ، وازورّ المحبوب الاصفر ، اسودّ يومى الابيض وابيّض فودى الاسود ، حتى رثى لى العدو الازرق ، فياحبذا الموت الاحمر.
فالمعنى القريب للمحبوب الاصفر هو الانسان الذى له صفرة والبعيد هو الذهب وهو المراد ههنا فيكون تورية وجمع الالوان لقصد التورية لا يقتضى ان يكون فى كل لون تورية كما توهمه بعض (ويلحق به) اى بالطباق شيئان احدهما الجمع بين معنيين يتعلق احدهما بما يقابل الاخر نوع تعلق مثل السببية واللزوم (نحو قوله تعالى (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ).
فان الرحمة وان لم تكن مقابلة للشدة لكنها مسببية عن اللين) الذى هو ضد الشدة.
(و) الثانى الجمع بين معنيين غير متقابلين عبّر عنهما بلفظين يتقابل معناهما الحقيقى (نحو قوله لا تعجبى يا سلم من رجل) يعنى نفسه ضحك المشيب برأسه) اى ظهر ظهورا تاما (فبكى) ذلك الرجل فظهور الشيب لا يقابل البكاء الا انه قد