ولا يجوز (١) الإدغام في مثل : امددن (٢) ؛ لأن سكون الثاني لازم (٣).
وتقول بالنون الثقيلة : مدّنّ (٤) ،
______________________________________________________
فيكون سكون الأمر عارضيا ، فالمجزوم وإن كان عند البصريين فأجرى الأمر مجرى المستقبل في الإدغام اعتبارا لحمل الفرع على الأصل ، فيقال : مد ، كما يقال : لم يمد ويمد. اه جمال الدين بن حاجب.
(١) قوله : (ولا يجوز ... إلخ) لما توهم من قوله السابق : وإذا كان عارضيا يجوز الإدغام وعدمه وجواز الإدغام في امددن ؛ لأن سكون الدال الثّاني فيه باتصال نون جماعة النساء الحال عدم جوازه فيه عند القوم ، دفعه بقوله : ولا يجوز ... إلخ. اه تحرير.
(٢) قوله : (في مثل امددن) أي : في الأمر إذا اتصل به نون جماعة النساء ، وكذا لا يجوز الإدغام في الماضي إذا اتصل به الضمير المرفوع البارز المتحرك وهي تسعة أمثلة نحو مددن مددت مددتما مددتم مددت مددتما مددتن مددت مددنا. اه مولوي أحمد رحمهالله.
(٣) قوله : (لازم) فإن قلت : ما الفرق بين مثل لم يمدد وامدد ، وبين مثل مددت على مذهب بني تميم مع أن سكون الدال في مددت عارض كعروض السكون في لم يمدد وامدد ومع هذا لم يدغم؟.
قلت : إن السكون في مددت وإن كان عارضا لكن لا ينفك مع تاء الضمير فكأنه لازم وفي لم يمدد قد يزول عند زوال الجوازم وامدد منزل منزلته.
فإن قلت : اتصال التاء بمددت كاتصال لم بيمد ، فكما أن ذلك لازم عنده فكذلك الآخر؟.
قلت : التاء منزلة منزلة الجزء من الكلمة ؛ لأنه فاعل والفاعل كالجزء والجازم كلمة مستقلة ، ولذلك فرق بنو تميم بينهما فأدغموا في نحو لم يمدد وفيما ينزل منزلته من الأمر ولم يدغم أحد في مثل مددت وظللت وامددن وغير ذلك ، بما يتصل به الضمير المرفوع المتحرك إلا في شذوذ رديء. اه كذا في شرح كافية التصريف.
(٤) قوله : (مدّنّ) بفتح النون أصله مدّ فلما لحقت به النون الثقيلة فتحت النون للخفة في الواحد المذكر ، مدّان في التثنية بكسر النون ؛ لأن هذه النون مشابهة بنون التثنية وهي مكسورة فكذا ما يشبهها ، وأصله مدّا ألحقت النون للتأكيد فصار مدّانّ ، بضم الدال وفتح النون صيغة جمع المذكر ، أصله مدّوا فلما ألحقت النون الثقيلة به حذفت الواو ؛ لأن حذف الواو لاجتماع الساكنين وهما الواو ؛ والنون المدغم فحذفت الواو ؛ لأن حذف حرف العلّة شائع ، والنون إنما ألحقت لغرض التأكيد ، فلو حذفت النون يفوت الغرض وهو التأكيد ، وإنما ضم الدال ليكون دليلا على حذف الواو.
فإن قيل : اجتماع الساكنين في مدّنّ على حده ؛ لأن الأولى حرف مدّ ، والثّاني مدغم فلم لم يجز أن يقول : مدون بإثبات الواو كما في دابة؟. ـ