شاذّ (١).
ونحو : اتّجر (٢).
ونحو : اثّأر ، من الثأر (٣) بالثاء ، ويجوز فيه : اتّار ؛ لأن التاء والثاء من المهموسة (٤) ، وحروفها (٥) : «ستشحثك خصفه» فتكونان من جنس واحد نظرا (٦)
______________________________________________________
أصله تخذ فحينئذ يكون إدغام تاء الافتعال فيه قياسا لما في اتّجر.
واعلم أنه يجوز الإدغام وتركه على الوجه الأول ، وأمّا على الثّاني فالإدغام واجب ، في الصحاح يقال : ائتخذا في القتال بهمزتين ، أو أخذ بعضهم بعضا ، والاتخاذ افتعال أيضا من الأخذ إلا أنه أدغم بعد تليين الهمزة وإبدال الياء ، ثم لمّا كثر استعماله على لفظ افتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل ، وقالوا : تخذ يتخذ وعليه قراءة من قرأ لتخذن عليه أجرا [الكهف : ٧٧]. اه ابن كمال باشا.
(١) قوله : (وهو شاذ) لعل المصنف أراد بهذا القول دفع ما يقال : إن أصل اتخذ ائتخذ فقلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فصار ايتخذ ، ثم قلبت الياء المبدلة تاء فأدغمت التاء في التاء لاجتماع المتجانسين فصار اتّخذ فينبغي أن يجوز الإدغام في ايتمر وايتكل أيضا لجريان إعلال اتخذ فيهما ، إذ أصلهما ائتمر وائتكل ، بأن الإدغام في اتخذ شاذ فلا يقاس الغير عليه ، والله أعلم. اه عبد الله.
(٢) أصله تجر فنقل إلى باب الافتعال فاجتمع حرفان متجانسان أولاهما ساكنة وهو فاء الافتعال ، وثانيهما متحركة وهي تاء تجر فوجب الإدغام ضرورة. اه ف.
(٣) يقال : ثأرت القتيل ، أي : قتلت قاتله ، فإنه يجوز فيه قلب الأول إلى الثّاني وبالعكس. اه ف.
(٤) قوله : (من المهموسة) الحروف العربية منقسمة إلى مهموسة ومجهورة ، فالمهموسة : هي الحروف التي يجري النفس معها ولا يحتبس عند النطق بها ، والمجهورة : بخلافه ، وإنما سميت مهموسة ؛ لأن الصوت بها ضعيف إذ الهمس هو الصوت الخفي ، قال الله تعالى : (فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) [طه : ١٠٨] ، وهذه الحروف ضعيف الاعتماد عليها في موضعها حتى جرى معها النفس. اه أحمد رحمهالله.
(٥) الشحث الإلحاح في المسألة ، والشحاث الشيء المكدي يقال : أكدى الرجل أي : قل خيره ، وخصفه اسم امرأة ، ومعناه ستكدي عليك هذه المرأة ، وإذا عرفت من المهموسة فالبواقي من الحروف المجهورة وهي تسعة عشر حرفا ، وستعرف معنى الجهر تفصيلا. اه ف.
(٦) قاله لرد ما قيل : لا نسلم كونها من الجنس الواحد ؛ لمغايرة ذات كل من التاء والثاء من الآخر ، وكذا في المخرج. اه تحرير.