و «الأحمر» يجوز فيه : لحمر ؛ لأن الألف لأجل سكون اللام ، وقد انعدم ، ويجوز : ألحمر ، لطروّ (١) حركة اللام (٢) ، وجيل (٣) وحوبة (٤) ،
______________________________________________________
قلبت وقدمت اللام فقيل : ملأك ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فصار ملك. اه أحمد.
(١) قوله : (لطرو ... إلخ) لأنها منقولة عارضية فلا اعتبار بها ، اعلم أن قوله : مسلة وملك ولحمر وألحمر أمثلة الهمزة التي نقلت حركتها إلى الحرف الصحيح في الكلمة واحدة حقيقة أو حكما فإن الأحمر في الأصل كلمتان إحداهما حرف التعريف والثّاني أحمر لكنهما عدتا كلمة واحدة لشدة الامتزاج ، ولما فرغ مما ذكرنا أراد أن يشرع في بيان الأمثلة التي نقلت حركتها إلى الواو والياء المزيدتين لمعنى واحد فقال : ونحو جيل ... إلخ. اه حنفية.
(٢) قوله : (لطرو حركة ... إلخ) أي : عروضها وعدم الاعتبار بالعارض فلم يستعن عن الهمزة وهو الأكثر ، فعلى هذا الوجه يقال : من الحمر بفتح النون وفي الحمر بحذف الياء لالتقاء الساكنين حكما ، بخلاف الوجه الأول إذ يقال : من الحمر بإسكان النون ، وفي الحمر بإثبات الياء ؛ لعدم التقاء الساكنين اعتبارا بالحركة العارضة.
القسم الثّاني ما يكون قبل الهمزة المفتوحة واو أو ياء ساكنتين أصليتين وهو على ضربين ، أحدهما ما يكون الهمزة وما قبلها في كلمة واحدة ، وثانيهما ما يكون الهمزة في كلمة وما قبلها في كلمة أخرى ، والمصنف لم يذكر للضرب الأول من هذا القسم مثالا ونحن نذكره وهو نحو سو بفتح السين وضم الواو ، شي بفتح الشين وضم الياء وأصلهما سوء وشيء بإثبات الهمزة وسكون ما قبلهما فيهما فأسكنت الهمزة ثم حذفت لالتقاء الساكنين فيهما ، فنقلت حركة الهمزة إلى الواو والياء الأصليتين فصار سو وشي ، وأخر مثال الضرب الثّاني لعلّة نذكرها إن شاء الله تعالى.
القسم الثّالث ما يكون قبل الهمزة المفتوحة واو أو ياء ساكنتان زائدتان لمعنى وهو أيضا ضربان أحدهما ما يكون الهمزة وما قبلها في كلمة واحدة ، وثانيهما ما يكون الهمزة في كلمة وما قبلها في كلمة أخرى مثال الضرب الأول منه ما ذكره بقوله : وجيل ... إلخ. اه فلاح.
(٣) قوله : (جيل) بفتح الجيم والياء جميعا والأصل : جيأل بإثبات همزة مفتوحة بعد ياء ساكنة وهو الضبع ، والياء زائدة للإلحاق بجعفر لكنه بمنزلة الأصليّة في تحمل الحركة فخففت الهمزة بالإسكان والحذف ونقلت فتحتها إلى الياء فيصير جيل ، لا يقال : إن الياء المتحركة إذا انفتح ما قبلها قلبت ألفا فلم لم تقلب هذه الياء ألفا مع أنها متحركة وما قبلها مفتوح ، لأنا نقول :
قال أبو علي : إنما امتنعوا من قلب هذه الياء ألفا مع أنها متحركة وما قبلها مفتوح ؛ لأن الهمزة وإن كان ملغاة من اللفظ فهي مبقاة في التقدير وحركة الياء عارضية في حكم المعدوم فلذلك امتنعوا من قلبها ألفا. اه ابن كمال باشا.
(٤) قوله : (وجيل وحوبة) مثال الواو والياء المزيدتين لمعنى واحد ، أبو يّوب ... إلخ مثال واو وياء أصليتين. ـ