وأبو يّوب (١) ، ويغز وخاه ، ويرمي باه ، وابتغي مره (٢).
ويجوز تحميل الحركة على حروف العلة في هذه المواضع لقوّتها (٣) وطروّ الحركة.
وإذا كان (٤) ما قبلها حرف لين مزيدا نظر : فإن كان واوا أو ياء مدّتين أو ما
______________________________________________________
فإن قيل : ما الوجه في إيراد مثال الواو والياء المزيدتين بكلمة ، والأصليتين بكلمتين مع مجيء نظيرهما في كلمة أيضا نحو سو وشي؟.
قلت : عن الأول لم يجىء مثالهما في الكلمتين ، وعن الثّاني إن مثالهما وإن جاء في كلمة لكن لغاية قلته كأنه بمنزلة المعدوم لم يتعرض المصنف إليه تدبر. اه سمع.
بفتح الحاء المهملة والواو جميعا ، والأصل حوأبة بإثبات همزة مفتوحة بعد واو ساكنة وهي القرية الواسعة ، والواو ههنا زائدة للإلحاق بجعفر أيضا ، لكنه بمنزلة الأصليّة في تحمل الحركات فخففت الهمزة بالإسكان والحذف ونقل فتحها إلى الواو فصار حوبة هنا. اه أحمد.
(١) قوله : (وأبو يوب ... إلخ) أي : لما يكون الهمزة في كلمة وما قبلها في كلمة أخرى ؛ لأن أصله : أبو أيوب بإثبات همزة مفتوحة وما قبلها حرف أصلي وهو الواو الساكنة ، فخففوا الهمزة بالإسكان والحذف ونقل فتحتها إلى الواو وقالوا : أبو يوب بنقل اللسان من الواو المفتوحة إلى الياء المشددة المضمومة من غير حاجز بينهما ، وإنما أخر هذا المقال لمناسبة قوله : ابتغي مره في أن الهمزة في كلمة وما قبلها في كلمة أخرى ، وهو مثال للضرب الثّاني من القسم الثّالث. اه فلاح.
(٢) قوله : (وابتغي ... إلخ) جاز أن يكون بالعين المهملة من الاتباع وهو أمر المؤنث ، وكذا بالغين المعجمة أمر للمؤنث من باب الافتعال من ابتغى يبتغي ، والاستشهاد فيه أن الهمزة لما تحولت وكانت قبلها الياء مزيدة لمعنى التأنيث خففت بالحذف ونقلت فتحتها إلى الياء التي هي ضمير المؤنث وقيل : ابتغي مره بنقل اللسان من الياء المفتوحة إلى الميم الساكنة ، وإنما خففوا الهمزة بالحذف في الأقسام الثلاثة كلها ؛ لأن حذفها أبلغ للتخفيف ، وقد بقي من عوارضها ما يدل عليها وهو حركتها المنقولة إلى الساكن الذي قبلها. اه فلاح بتصرف.
(٣) قوله : (لقوتها) وأنت خبير بأن حروف العلّة الأصليّة لو كانت قوية لما نقل الحركة في يقول ويبيع إلى ما قبلها ، إلا أن يقال : إنها نكتة بعد الوقوع ، وأيضا الحركة فيهما أصلية ولا شك في ثقلها بخلاف حركة ههنا فإنها عارضية وهي ليست كذلك فيمكن حملها. اه جلال الدين.
(٤) قوله : (وإذا كان ... إلخ) هذا بيان للهمزة التي قبلها واو أو ياء زائدتين لا لمعنى واحد ، فكأنه دفع لما يقال : إنه ما حال الهمزة التي قبلها واو أو ياء مزيدتين لا لمعنى واحد ، فأشار إلى دفعه بقوله : وإذا كان ... إلخ. اه غلام رباني.