يشابه المدّة كياء التصغير (١) جعلت مثل ما قبلها ، ثم أدغم الأول في آخره ؛ لأن نقل الحركة إلى هذه الأشياء يفضي إلى تحميل (٢) الضعيف فيدغم (٣) ، نحو : خطيّة (٤) ، ومقروّة (٥) ، وأفيّس (٦).
فإن قيل (٧) : يلزم تحميل الضعيف أيضا في الإدغام ، وهي الياء الثانية؟.
______________________________________________________
(١) قوله : (كياء التصغير) إن قلت : إن ياء التصغير ياء زائدة لمعنى واحد وقد مر بيان هذا القسم فلا يصح إيراده في هذا الموضع الذي هو بيان للهمزة التي قبلها واو أو ياء مزيدتين لا لمعنى واحد ، قلت : إن ياء التصغير وإن دلت على معنى واحد لكن لا تدل وحدها بل مع ضم أول الكلمة وفتح ثانيها ، والمراد بما سبق من قوله : مزيدتين لمعنى واحد أن الواو والياء المزيدتين لمعنى واحد بأن يفهم هذا المعنى فيهما فقط لا مع ضم غيره معه. اه غلام رباني.
(٢) قوله : (إلى تحميل ... إلخ) أي : إلى تحميل الحركة بالحرف الضعيف وهو غير جائز ، وهذا الدليل لا يخلو عن ضعف إذ الحرف الضعيف قد يتحمل الحركة العارضة ، والأولى ما ذكره بعض المحققين : من أنه إذا كان ما قبل الهمزة المتحركة واوا أو ياء مدتين كان تخفيفها بقلبها حرفا من جنس الساكن الزائد قبلها ، وإدغامه فيها لتعذر إيقاع حركتها على الياء والواو ، وحينئذ إذا كانتا مدتين مجردتين لا تقبلان الحركة ، يريد أن مدتهما تنافي حركاتهما إذ لو حركتا زالت المدة عنهما مع أنه استغني عن تحريكهما بالقلب الذي هو أولى من الحذف لما مر ، وهذا القلب والإدغام بطريق الجواز ، وإنما لم يخففوا الهمزة ههنا بجعلها بين بين ؛ لأن جعلها بين بين تقريبا من الساكن وهم لا يجمعون بين الساكن وما يقاربه ، كما لم يجمعوا بين الساكنين.
اه شمس الدين رحمهالله.
(٣) الفاء فيه للجواب يعني إذا كان الأمر كذلك فيدغم ، فعلى هذا لا يقال قوله : فيدغم ، بعد قوله :
ثم أدغم تكرار بلا فائدة. اه شرح.
(٤) قوله : (خطيّة) بتشديد الياء المفتوحة ، والأصل خطيئة بإثبات همزة مفتوحة بعد ياء ساكنة زيدت للمد ، والوزن فعيلة كصحيفة ، إلا أنهم أبدلوا من الهمزة التي هي لام الكلمة الياء فاجتمع ياءان والأول منهما ساكن فأدغم في الثّاني ، وقيل : خطية. اه مولوي أحمد سلمه ربه.
(٥) بالواو المشددة المفتوحة ، وأصله مقروءة على وزن مفعولة ، فأبدلوا من الهمزة واوا فاجتمع واوان أولهما ساكن فأدغم في الثّاني وقيل : مقروة. اه ف.
(٦) بضم الهمزة وفتح الفاء وكسر الياء وتشديدها تصغير أفؤس بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الهمزة جمع فأس مثل أكلب جمع كلب ، والأصل أفيئس بإثبات همزة بعد ياء التصغير ، فقلبت : الهمزة ياء فاجتمع ياءان أولهما ساكنة فأدغم فيما بعدها ، وقيل : أفيّس. اه ف.
(٧) المقصود من الإدغام والفرار عن نقل الحركة عدم تحميل الضعيف وقد يلزم ... إلخ. اه حنفية.